الجميع في بم يطلقون عليها مجرد بيبي (الجدة) رغم أن اسمها الحقيقي هو «صديقة صدر الدين». تبلغ بيبي من العمر 74 عاما وتشتهر بالطهي وبعمل الشاي من قشر اليوسفي. ومنذ وقوع الزلزال الذي ضرب المدينة قبل اثني عشر شهرا والتي فقدت فيه كل شيء تقريبا لا تزال بيبي مفعمة بالصحة والحيوية. ودمر الزلزال الهائل الذي ضرب بم جنوب شرق إيران في 26 كانون الاول - ديسمبر الماضي منزلها ومزرعة للنخيل وقتل أبناء إخوتها وأزواج بناتها. ومع ذلك فان أسوأ خسارة لبيبي كانت فقد ابنتها فرحناز البالغة من العمر 35 عاما والتي لم يعثر عليها رغم عملية بحث طويلة. وقالت السيدة العجوز التي اختارت أن تتجاهل آراء أعضاء العائلة الاخرين بان عمال الصليب الاحمر استخرجوا على الارجح فرحناز من الركام في أعقاب الزلزال مباشرة ودفنوها في مقبرة جماعية «ستعود وبصحة جيدة ..أنا متأكدة من ذلك». وفى أعقاب الزلزال أعطت بيبي أرضها لابنتيها المتبقيتين وهما فيروزة 37 عاما ومجدة 30 عاما كما كانت كريمة بالمثل في اسدائهما ثمين نصائحها. وقالت «يجب أن تبنيان مستقبلكما على هذه الارض وتتوقفان عن الشكوى الدائمة». ورفضت كذلك مساعدات الحكومة لها موضحة أن «التسول في الحي الذي يقع به مكتب المحافظ ليس بالعمل الذي أقوم به. أفضل الاحتفاظ بكبريائي». وفيروزة وهي أرملة تعول طفلتين إحدى سكان بم القلائل الذين يملكون منزلا في حين يعيش الاخرون بشكل رئيسي في مبان سابقة التجهيز تشبه الحاويات. ولكي تسدد ديونها كان على فيروزة تأجير منزلها والانتقال إلى العاصمة الاقليمية كيرمان. وقالت «هناك سأحصل على وظيفة وسأتمكن من أجرها مع ما أتحصل عليه من الايجار تسديد الديون في موعدها». وتبني مجدة وتعمل مدرسة وزوجها منزلهما على نفس الارض. ولا يزال الزوجان في حالة حداد منذ فقد طفليهما الوحيدين رغم أن مجدة تنتظر طفلا آخر. وتقول «كان العام الماضي ..في يوم مثل هذا تماما. كنت عائدة بهما من المدرسة.. عندما وقع الزلزال واخذهما مني..» ومع ذلك تريد بيبي بناء منزل لابنتها المفقودة أيضا من أموالها الخاصة. وتقول «عندما تعود يجب أن تجد منزلا جميلا بجانب منزلي أختيها».