تعليقاً على ولادة أحدث دولة أوروبية، اعتبرت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها بعنوان "كوسوفو المستقلة"، أن استقلال كوسوفو كان أمراً محتوماً، وأنه جاء متأخراً جداً. ولكنها قالت إن الجهود الأوروبية والغربية إذا ما نجحت في تأمين الاستقرار في كوسوفو، فإن جميع الدول المستقلة عن يوغسلافيا السابقة - بما فيها الصرب - سيعاد توحيدها داخل الاتحاد الأوروبي. ورأت الصحيفة الأمريكية أنه يمكن احتواء تبعات استقلال الدول الجديدة، وأن المخاوف التي عبر عنها المحافظون الأمريكيون كانت مبالغاً فيها، مذكرة حكومة كوسوفو بتعهداتها السابقة التي انطوت على "تحقيق الأمن لجميع المواطنين"، والعمل بجد على منع التحريض ضد الأقلية الصربية الموجودة في كوسوفو.واعتبرت واشنطن بوست أن منع العنف يندرج ضمن مهام الناتو، داعية إلى إرسال مزيد من القوات الغربية تحسباً لأي تطور في المستقبل المنظور.وأكدت الصحيفة أن تحقيق التقدم والسلام نهاية المطاف سيكون مرهوناً بالصرب، فإذا اختار الصرب التخلي عن ماضيهم الذي وصفته بالقبيح وتبنوا مستقبلاً ديمقراطياً ليبرالياً داخل الاتحاد الأوروبي، فإن المسار في كوسوفو سيكون سلساً، مختتمة بتذكير رئيس الوزراء الصربي بوريس تاديتش وغيره من الليبراليين بضرورة التوفيق بين المبادئ والشجاعة.وفي سياق متصل، رأت تريسي ويلكينسون في تقرير نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز بعنوان "كوسوفو تعلن الاستقلال"، أن استقلال كوسوفو أذكى التوتر بهذا الإقليم المتقلب بإعلانه الاستقلال، مفضياً إلى دولة مقلقة في أوروبا.ورجحت مراسلة الصحيفة ألا تعلن الأممالمتحدة دعمها لخطوة كوسوفو، مما يهيئ لنزاع شائك شبيه بالحرب الباردة. وقالت إن مظاهر البهجة التي عمت البلاد تحجب خلفها طريقاً مفعماً بالمشاكل التي ستواجه الدولة الجديدة، فرغم تسع سنوات من الوصاية الغربية وحصولها على تبرعات بمليارات الدولارات فإن أمام كوسوفو طريقا طويلاً قبل الوصول إلى الدولة الحقيقية. وذكرت مراسلة الصحيفة أن كوسوفو تعتمد في أمنها على 16ألف جندي من الناتو وأنها لا تملك اقتصادا منتجاً بل تعتاش على التبرعات، وستمضي في اعتمادها على الغير حتى بعد الاستقلال سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي.كما أشارت إلى أن المواطنين في كوسوفو لا يتوقعون الكثير من بلادهم في حل مشاكلهم، ونقلت عن أحد العاملين في مجال العقار قوله "لا أعتقد أننا مهيأون بشكل جيد". وأضاف "سنبقى في حاجة إلى الدعم، ولكن عليهم (الغرب) أن يعلمونا المشي لأنهم لا يستطيعون أن يمشوا كثيرا من أجلنا".واختتمت الكاتبة تقريرها معربة عن استغرابها لتأخر واشنطن في الاعتراف بكوسوفو رغم أنها كانت تتوقع ذلك منها، لأن الرئيس جورج بوش لم يفصح عن ذلك يوم الأحد. (خدمة ACT خاص ب"الرياض")