تابعنا منذ أيام قضية الأديب الكبير إبراهيم الناصر الحميدان مع نادي الرياض الأدبي، بشأن طباعة أعماله الروائية الكاملة، وتصعيد بعض الصحف للقضية لخلق عداء وقطيعة لا مبرر لها بين النادي ومجلس إدارته وعدد من الأدباء، نحن نتفق بأن إبراهيم الناصر الحميدان من رواد القصة والرواية في المملكة، مارس كتابة الرواية والقصة القصيرة في وقت كانت القصيدة هي ديوان العرب، وكان الجميع ينظر بدونية لمن يتجه للسرد، وبالذات في وسط المملكة، إذاً فالحميدان يحتاج إلى معاملة خاصة حتى تبدأ من التكريم وتنتهي بطباعة جميع أعماله، أتوقف عن الحديث عن الحميدان واتجه إلى النادي الأدبي بالرياض ووعده بطباعة الأعمال الكاملة للرواد ومن ضمنهم الحميدان، أنا أثق بحرص النادي على خدمة الثقافة في المملكة وذلك بطباعة نتاج الرواد الأدبي، ولكن غالباً يكون الطموح والحماس فوق الإمكانات المادية، لذا فغالباً ميزانية النادي قد لا تتحمل طباعة كتب الرواد إضافة إلى الإصدارات الأخرى والتي غالباً تكون حديثة، إذاً فمن المفترض أن تتبنى وزارة الثقافة والإعلام الشئون الثقافية مشروع طباعة تلك الأعمال، أو يتم رصد مبلغ من المال يضاف إلى ميزانية النادي تحت مسمى "مشروع إعادة إصدار التراث الثقافي" بحيث يكلف كل نادي ثقافي بجمع أعمال الرواد وإعادة طباعتها، ويفضل أن تكون طباعة شعبية بحيث توزع وتباع بأسعار رمزية، ليطلع القارئ على إبداع كثير من الأدباء مثل أحمد السباعي وحامد دمنهوري ومحمود عيسى المشهدي وعزيز ضياء وغالب حمزة أبو الفرج وعبد القدوس الأنصاري، وعبد العزيز مشري وعبد الله السالمي، وبكل تأكيد أن أغلب هذه الأسماء لا يعرفها أدباء المنتديات ولم يطلع على إنتاجها الذي قد يفوق ما ينشرونه حالياً، إن الجدل حول طباعة أعمال الحميدان يكرس القطيعة بين الأجيال، وهذه للأسف واضحة لكل متابع للمشهد الثقافي بالمملكة، حيث نقرأ ونسمع أحياناً، ذلك الهجوم على مرحلة الثمانينيات الميلادية على الرغم بأن الحركة الثقافية كانت متميزة في تلك الفترة، وكان هنالك تواؤم بين الشعر والقصة من جهة والنقد والمتابعة الصحفية من جهة أخرى، يجب أن يكون الكيان الثقافي في المملكة كتلة واحدة متماسكة بدءا من الخطوات الأولى للرعيل الأول من الرواد منذ قرابة القرن حتى آخر عمل إبداعي أو دراسة أدبية تنشرها إحدى الصحف المحلية الآن، والتقليل من شأن أي مرحلة أو جيل يمس الثقافة بالمملكة، ليكن الاحتفاء طريقاً لتميز الأدب في المملكة، لنبتعد عن الشللية، ولنعلم بأن الصوت الوحيد سيكون واهياً وغالباً لن يصل مهما كانت قوته.