عادت أسعار النفط في الأسواق العالمية للتحليق من جديد في مستهل تعاملاتها لهذا الأسبوع محتلة مستوى 96دولارا للبرميل لمعظم الخامات القياسية التي يتم بموجبها تسعير بقية النفوط بالعالم متعززة بعدد من العوامل كان من أهمها التراشق الإعلامي بين الرئيس الفنزولي هوجو شافيز والولاياتالمتحدةالأمريكية على خلفية قضية شركة أكسون - موبيل البترولية والتهديدات التي أطلقها بشأن وقف الإمدادات النفطية عن الولاياتالمتحدةالأمريكية. وساند من المسار الصاعد لأسعار النفط عوامل الطقس التي أعاقت تدفق النفط أو عرقلت إنتاجه وخاصة في المناطق التي تتعرض إلى تيارات وعواصف أدت إلى إغلاق بعض المرافق البترولية فقد أجبرت الرياح العاتية التي هبت على بحر الشمال شركة "بي بي" إلى إغلاق مرفأ "فيو" في جزيرة "شتلاند باسكتلندا" وهو المرفأ الذي يناول كميات من مزيج برنت الخام تأتي من حوالي 20حقلا نفطيا في بحر الشمال إلى أسواق برنت، وقد تعرض هذا المرفأ إلى الإغلاق حوالي 12مرة خلال هذا العام بسبب الأحوال الجوية السيئة. وفي القارة الاسترالية أوقفت شركة شيفرون إنتاج حوالي 9000برميل يوميا من النفط في حقلين على الساحل الشمالي الغربي من استراليا بسبب إعصار مداري يهدد المنشآت البترولية في هذه المنطقة الأمر الذي أدى إلى تراجع الإنتاج بنسبة 40% وتناغم ذلك مع إيقاف شركة بي اتش بي بيلتون البترولية لما يصل إلى 220ألف برميل يوميا من غرب استراليا نتيجة إلى الظروف المناخية. هذه العوامل بالإضافة إلى تحسن الطلب على النفط من الدول الآسيوية وعلى رأسها الصين التي تحاول جاهدة أن ترفد مصادرها الطاقوية التي تعتمد على الفحم في ظل الإجراءات التي تتبعها للحد من التلوث الذي يهدد البلاد بسبب الاستخدام الكبير للفحم الحجري أفضت إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق الآسيوية، حيث بدأت أسعار النفط مرتفعة في سوق سنغافورا بمقدار 4دولارات عن مستوياته للأسبوع الماضي ما اعتبره المراقبون مؤشرا على أن النفط لن يعاود إلى مستويات تقل عن 90دولاراً للبرميل على مدى العام الحالي. وتذبذبت أسعار النفط بصورة كبيرة بعد أن أظهرت البيانات الأمريكية التي صدرت مؤخرا تنامي الضغوط السعرية الأمر الذي أثار احتمال تباطؤ النمو مع ازدياد التضخم أو ما يسمى الكساد التضخمي ما أدى إلى تدهور معنويات المستهلكين الأمريكيين، بيد أن توقعات مدراء صناديق التحوط تشير إلى أن النفط لا يزال في موجة قد تسير به إلى حدود 100دولار للبرميل في غضون العام الحالي. أسعار النفوط القياسية تذبذبت بحدود 14دولاراً للبرميل منذ بداية العام، حيث إنها بلغت أكثر من 100دولار في بداية شهر يناير الماضي، بيد أنها انحدرت إلى حوالي 86دولاراً للبرميل خلال الأسبوع ما قبل الماضي نتيجة إلى بروز مؤشرات على ارتفاع المخزونات الأمريكية واضمحلال القلق من احتمال ظهور شح في الإمدادات قد يؤثر على حركة نمو الاقتصاد العالمي. وانخفض سعر الذهب في بداية التعاملات بمقدار 4دولارات عن معدلاته للاسبوع الماضي غير أنه عاود الصعود في وسط التعاملات إلى 907دولارات للأوقية، وجاء انخفاض الفضة بصورة ضئيلة بمقدار 4سنتات وظل سعرها في مستوى 17دولاراً للأوقية.