أتابع كما يتابع الكثيرون انتخابات الرئاسة الأمريكية. لا أخفيكم سراً أني من مؤيدي المرشح الديموقراطي أوباما. ولكن ما لم أكن أتوقعه ولو للحظة واحدة أن تنتقل حمى الانتخابات الأمريكية لأنديتنا. ففي أنديتنا صراع ظاهر خفي على الرئاسة يفوق في شدته صراع الانتخابات الأمريكية. بكل تأكيد يحق لكل شخص ترشيح نفسه لرئاسة النادي الذي يحبه. وهي خطوة رائعة وتدل على أن الأندية أصبحت جذابة ومغرية للكثيرين للطمع بقيادة النادي. غير الجميل والغريب وغير المقبول في هذا الصراع هو توقيته. فالموسم الرياضي ما يزال في منتصفه ولم تحسم بطولة واحدة من بطولاته. فبطولة الدوري الممتاز "البطولة الأقوى" ما تزال قائمة وتتنافس عليها ثلاثة أندية متقاربة في المستوى والامكانات. وهو ما قد يؤجل حسم البطولة للاسبوع الأخير من الدوري. بطولتا كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل لم تحسما بعد ولم تتضح ملامح الفرق المتنافسة على الكاسين. كأس خادم الحرمين لم يبدأ بعد ولم تعرف حتى اسماء الفرق التي ستشارك فيه. رغم انشغال الفرق ببطولات الموسم الحالي ورغم ان إدارات الأندية واللاعبين والمدربين يحتاجون للتركيز فيما بين أيديهم إلا ان المتابع لمباريات الاسبوع الماضي والذي سبقه يجد أن مرشحي الرئاسة أصبحوا يتواجدون بشكل مكثف، بل ان بعضهم أصبح يزاحم الرئيس على التصاريح الصحفية. قبل عدة سنوات عانى نادي الهلال من الفراغ الإداري واستمر البحث البحث عن رئيس مدة طويلة بسبب اعتذار الكثيرون عن الرئاسة. واتذكر أني كتبت مقالاً بعنوان "رئيس مسيار" طالبت فيه أي هلالي بالموافقة على تولي رئاسة النادي حتى لو لم يتفرغ بشكل كامل للنادي. أما اليوم فإن الصراع أصبح على أشده رغم عدم حاجتنا لرئيس جديد.. فالهلال يمتلك رئيساً رائعاً بكل المقاييس ولا اعتقد ان هناك أي مستفيد من إرباك الرئيس وإدارته في هذا الوقت الحاسم من الموسم. اعتقد ان الوقت ليس وقتاً مناسباً لصراع الرئاسة سواء في الهلال أو في غيره. فالمحب لناديه يجب أن يدعم النادي في هذه المرحلة ويساعد الرئيس على الخروج من الموسم بنتائج ترضي طموحات الجماهير. اعتقد ان هناك وقتاً كافياً للصراع، فبعد أن ينتهي الموسم تصارعوا كما تشاءون ولكن الآن دعوا الرئيس يعمل.