لقد أسعدني كثيراً خبر دعم وزارة المالية لبرنامج الصحة الإلكترونية، بمبلغ أربعة مليارات ريال، ومصدر سعادتي أن الصحة الإلكترونية تعد أحد أهم تطبيقات المعلوماتية ذات التوجه نحو تحقيق المجتمع المعلوماتي، الذي تسعى حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لتحقيقه من خلال دعم برامج التعاملات الإلكترونية وتطبيقات المعلوماتية المختلفة. تكمن أهمية الصحة الإلكترونية في عدد غير قليل من الفوائد والتطبيقات الصحية التي تهم جميع العاملين في القطاع الصحي وكذلك المرضى والمراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية، ويعد العمل بنظم المعلومات الصحية أسلوبا جديدا ومبتكرا في علاج المرضى والتواصل معهم، ومن أهم مميزات نظم المعلومات الصحية سرعة استخراج واستعراض معلومات المريض على الشاشة خلال ثوان في أي وقت وفي أي مكان، وربط الإدارات والأقسام الطبية بالمستشفيات إلكترونيا لجمع المعلومات عن المرضى وتكوين ملف طبي لكل مريض، وكذلك تطوير الأداء والعناية الطبية بالمرضى من خلال تفعيل الاستشارات الطبية على الخط المباشر لتفادي أي إجراء طبي غير مناسب، وبالتالي تقليل الأخطار الناجمة عن ذلك. وكذلك من مزايا نظم المعلومات الصحية، توفير أماكن تخزين الملفات وصور الأشعة التي تأخذ حيزا كبيرا من مساحة المستشفيات، ومن مزاياها أيضا أنها تحد من مشاكل ضياع الملفات الطبية أو التأخير في البحث عنها، وتوفير التكاليف المالية المخصصة بمتابعة وحفظ ونقل واستخراج الملفات الورقية من موقع إلى آخر وأيضا الحفاظ على سرية المعلومات الطبية للمرضى وذلك بالحد من عدد الأشخاص الذين يتناولون الملفات الورقية للمرضى، ومن أهم مزايا نظم المعلومات الصحية الاستفادة من الأدوية الموجودة في مستودعات الوزارة ومعرفة مكان توفر الدواء في أي مستشفى أو صيدلية، وبالتالي إمكانية توجيه المريض للمكان الذي يوجد فيه الدواء، بدلاً من انتهاء صلاحية الأدوية في المستودعات أو في صيدليات أخرى دون الاستفادة منها. خلاصة القول، إن العمل بنظم المعلومات الصحية كفيل بإحداث نقلة نوعية في مجال العمل الطبي والرعاية الصحية في المملكة، لذا فإن الأخذ بأسباب التطور والتقنية مطلوب من جميع الجهات الحكومية لتطبيق التعاملات الإلكترونية في العمل والتعامل مع المستفيدين. وبالله التوفيق،، * عضو مجلس الشورى