تميز معرض الحرث التراثي في مهرجان (جازان الفل.. مشتى الكل) بمعروضاته التراثية القديمة التي حركت مشاعر الكثير من الزوار، وخاصة كبار السن منهم، حيث انها اعادت لهم الذكريات الجميلة في طفولتهم وشبابهم. وقد حرص القائمون على هذا المعرض بنقل كل ما لديهم من مواد تراثية تحكي واقعا كان يعيشه الآباء والأجداد في الماضي، حيث تجد بين جنباته اشياء نادرة ليس لها وجود في وقتنا الحاضر، ومنها (السهوه أو العريش) وهي بمثابة الغرفة ولكنها تختلف اختلافا جذريا فهي مبنية من جذوع الاشجار ومسقوفة بنبات (البردي) الذي يتواجد في أودية محافظة الحرث بكثرة ويمتاز بسماكته وتَحمُّله للعوامل المناخية المختلفة ويستخدم الطين في عملية الطلاء من الداخل، ويؤثث بنوع من الكراسي وتسمى (القعد) جمع قعادة ويستخدمون المصارف والخسف وبعض الأواني الفخارية وانواعا مختلفة من الأسلحة بقصد الزينة، وتتم عملية الإنارة فيها باستخدام المسرجة محلية الصنع، ويوضع بداخلها الفتيل المغمور بالزيت لعدم توفر مادة القاز في تلك الفترة. وفي جانب آخر من معرض الحرث التراثي تجد انواعا مختلفة من المعروضات التراثية التي كانت تستخدم في حياتهم اليومية في تلك الفترة والبعض منها ما زال يستخدم الى يومنا هذا ومنها: (المغش، والميفا، المطحنة، الأدوات الزراعية، الحلويات، الدبية لخض حليب الابقار بواسطتها واستخراج السمن البلدي المعروف. وقد كان (للرياض) وقفة مع أحد أبناء محافظة الحرث الاستاذ يحيى عبدالله شراحيلي، وقال ان هذا المهرجان الذي يقام في هذه الايام ما هو الا امتداد لهذه الجهود، وانطباعي لا يوصف فمنذ صدور تعليمات سمو أمير المنطقة لجميع محافظات المنطقة بالتجهيز والاستعداد لاقامة هذا المهرجان تحت رعاية سموه الكريم شمر ابناء محافظة الحرث عن سواعدهم يدعمهم في ذلك محافظ محافظة ورئيس المجمع القروي بالدعم السخي ماديا ومعنويا، وكذلك وسائل الاعلام المختلفة التي بذلت وما زالت تبذل جهودا جبارة للرقي بهذا المهرجان وعلى رأسهم الراعي الاعلامي الرسمي لهذا المهرجان جريدة (الرياض) تحت شعار (جازان الفل.. مشتى الكل) ويعتبر تشريف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الدعم الحقيقي لهذا المهرجان.