كخطوة أولى نحو التحرر من الأنماط التقليدية للبيناليات، يأتي الإعلان عن برنامج الإنتاج من بينالي الشارقة الذي يعمل على تمكين الفنانين من إنجاز مشاريعهم الفردية والمستقلة، وإشراكهم في عمليات إنتاج مع البينالي على المدى البعيد. يعتبر إطلاق مشروع (إنتاج بينالي الشارقة) الذي نتبنى فيه المشاريع الفنية الخلاقة، هو أحد العلامات الفارقة التي تتقصى وتسبر الطيف المتحرك للنشاط الإبداعي، مؤكدة في الوقت نفسه على السياقات الفكرية والتجارب الإبداعية التي تمثل إضافة نوعية وخروجاً على الأنماط والأساليب المكرورة. يعد هذا البرنامج امتداداً طبيعياً لنشاط البينالي، الذي استطاع أن يحقق انتشاراً فنياً غير مسبوق في المنطقة وخارجها، ومازال عاقداً العزم على أن يكون حاضناً لمشاريع الفنانين ورؤاهم الإبداعية. وتأتي هذه الخطوة أيضاً في ضوء الجهد الذي يبذله بينالي الشارقة لإيجاد فرص جديدة لإنتاج الفن في العالم العربي ولتوسيع نطاق اللقاءات بين ممارسي الفن وتسهيلها بالإضافة إلى مساعدة الفنانين وتشجيع علاقات التعاون مع المؤسسات الأخرى. ويضع البينالي تصوراً لدوره الرائد كمركز ثقافي، ينبع من تاريخه الطويل في تقديم الدعم المتفاني والملتزم لتطور الفن وتوسيع أفق الإمكانيات والقدرات أمام الأعمال المنتجة والمقدمة. وقد مكنه موقعه في ملتقى طرق الفن الدولية من التوسع وتعزيز التفاعل من خلال القيام بصورة دورية بتنظيم الفرص بين الفنانين والمنتجين والقيمين والمفوضين والرعاة وهواة جمع الأعمال الفنية وخبراء المتاحف من جميع أنحاء العالم. وسيعمل بينالي الشارقة في نهاية المطاف، مع كل لقاء واجتماع ومعرض وإنتاج ينظمه، على تشكيل الصورة الأكبر لما ينبغي أن يكون عليه البينالي. بهذه الرؤية يحاول بينالي الشارقة أن يمد جسور التواصل مع الفنانين وغير الفنانين وأن يدعوهم إلى تقديم أفكارهم واقتراحاتهم، للمشاركة في مشاريع إنتاج مع البينالي والتي سيتم اختيار بعضها للعرض في الدورة التاسعة في مارس