في سابقة هي الأولى من نوعها ترتكبها مصالح الأمن الجزائرية، بعد وقوعها ضحية معلومات خاطئة ومضللة وصلت صدر الصحف الجزائرية، على خلفية مقاربات غير صحيحة للوقائع، فنذت خلية الاتصال والإعلام للمديرية العامة للأمن الوطني في بيان تمكنت "الرياض" من الاطلاع عليه أمس (الخميس) ما تداولته صحف محلية بشأن تمكن مصالح الأمن من إحباط محاولة اعتداء إرهابي كان يستهدف مقر أمن الأخضرية (ولاية البويرة) كانت ستنفذه فتاة انتحارية تدعى صابرة لا يتعدى سنها 21سنة. و نفى البيان أن تكون المدعوة صابرينة من الانتحاريين ال 29الجاري البحث عنهم. مؤكدا بالفعل تلقي مصالح الأمن اتصالا هاتفيا يوم 4فبراير (شباط) الجاري عن طريق رقمها 17من مجهول يكشف فيه قرب تعرض مقر أمن الأخضرية لتفجير ستنفذه فتاة تدعى صبرينة أو " صابرة "، وذكر البيان أن مصالح الأمن تمكنت في ظرف أقل من ساعات معدودات من الوصول إلى صاحب المكالمة الذي اعترف بفعلته وأنه كان يجهل نتائجه الوخيمة، معترفا أن السبب الذي جعله يورط المدعوة صبرينة في التفجير الانتحاري المزعوم يعود لخلافات بينهما على خلفية فشل علاقة خطوبة أعمت عينيه ودفعته للانتقام منها. و أفادت مصادر أمنية ذات علاقة بالحادثة أمس أن الفتاة وهي خريجة جامعة البليدة تخصص لغة إنجليزية، من مواليد العام 1982بولاية المدية، وأنها فوجئت بأمن ولاية البويرة ( 120كلم شرقا) وهو يعتقلها بتهمة أنها انتحارية ستفجر مركزا للشرطة بالأخضرية. وأضافت المصادر نفسها أن الفتاة التي وضعت صورتها على قائمة 29إرهابياً مبحوثا عنهم من طرف مصالح الأمن بصفتهم انتحاريين محتملين أصيبت بصدمة وهي ترى صورتها على قائمة المطلوبين في قضايا الإرهاب على أساس أنها انتحارية محتملة تنشط ضمن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". و كانت صحيفة "الخبر" الجزائرية، وهي من كبريات الصحف المستقلة، نقلت يوم الأربعاء أن مصالح الأمن الجزائرية تمكنت في ظرف أقل من ست ساعات من إحباط محاولة تفجير كانت تستهدف مقرا للأمن الحضري بمنطقة الأخضرية بولاية البويرة كانت تستعد لتنفيذه بواسطة حزام ناسف انتحارية تدعى "صابرة" لا يتعدى سنها 21عاما. وذكرت الصحيفة أن المحققين تمكنوا من الوصول إلى الانتحارية ومدبر العملية قبل ساعات قليلة من موعد تنفيذ الجريمة مباشرة بعد تلقي قاعة العمليات لأمن دائرة البويرة مكالمة هاتفية ليلة الربع والخامس من فبراير الجاري يتوعد فيها المتصل قوات الأمن بالحرب قائلا "وجب علينا جهادكم، وسننفذ غدا إن شاء الله عملية انتحارية ضد أحد مراكزكم، والتي ستقوم بها الأخت صابرينة، التي سميناها "صابرة" وسندمركم بعدما اتفقت الجماعة". وذكرت الصحيفة أن اتصال الجاني باستعمال الهاتف النقال كان وراء سرعة الوصول إليه بالاستعانة بخدمات متعامل الهاتف المحمول الذي استخدم صاحب التهديد إحدى شرائحه للاتصال بالأمن، فدلهم على هوية صاحب الرقم، الذي تبين فيما بعد أن لا علاقة له بالأمر لأن جواله ضاع منه منذ أزيد من سنة. ومكنت نشرة تحصل عليها المحققون من مديرة متعامل الهاتف المحمول من رصد رقمين تابعين لنفس المتعامل كانا على اتصال بالرقم محل البحث بمعدل 15مرّة في اليوم، فطلبوا من المدير التقني للشركة تحديد هوية صاحبي الرقمين، ليتبين بعد حوالي ساعة أنهما لفتاتين تسكنان في مدينة الأخضرية تم القبض عليهما قبل أن يتبين أن إحدى الفتاتين باعت للأخرى شريحة هاتفها وكانت هذه الأخرى تحمل نفس اسم المرشحة لتنفيذ العملية التي ذكرت في المكالمة، التي كشفت عن هوية شريكها ما مكّن من الوصول إليه واعتقاله فجر يوم 5فبراير بالقرب من مدرسة ينتظر وصول الحزام الناسف من شركاء آخرين ليسلمه لشريكته التي كان من المقرر أن ترتديه قبل التوجه نحو مقر الأمن لإيداع شكوى وهمية وتفجير نفسها بداخله. وراحت الصحيفة بناء على مصدرها المطلع تكشف أن تحريات التحقيق كشفت أن صاحب المكالمة الهاتفية إرهابي معروف لدى مصالح الأمن، كان يصنع المتفجرات للجماعات الإرهابية ألقي عليه القبض العام 1996في جبال الأخضرية وحكم عليه ب 15سنة سجنا نافذا لكن أطلق سراحه العام 2004لاستفادته من إجراءات الوئام المدني، لكن سرعان ما تم القبض عليه مجددا في 11سبتمبر 2006بعدما اشتبه في وقوفه وراء عمليات التفجير بواسطة الهاتف النقال التي شهدتها منطقة "الأخضرية" خلال تلك السنة، غير أن مجلس القضاء برأ ساحته من تلك التهمة لعدم كفاية الأدلة.