يقول المثل الغربي: "إذا أخفقت في أن تخطط، فقد خططت للإخفاق"، هذا المثل يبين بعبارة موجزة وأسلوب بليغ أهمية التخطيط في صناعة المستقبل، لأن التخطيط هو النشاط الذي يجب أن يكون المبتدأ ويتقدم كل النشاطات الأخرى وينبغي أن يكون كذلك دائما ، فهو يشكل الأساس الذي سوف يقوم عليه العمل والخارطة التي يسير عليها، والأداة التي يقاس عليها حجم الإنجاز وتوقيته ومدته، ومن دون التخطيط يكون العمل عرضة للارتجال في التنفيذ وانفلات في التوقيت وهذا يفضي إلى تذبذب في السياسات وتضارب في القرارات وتقلّب في الأداء مما يؤدي إلى نتائج مربكة ومفاجآت غير محسوبة تبعد هذه النتائج عن الأهداف وربما تفقدها مما يصُعب معه الاستدراك. تتضح أهمية التخطيط وتزداد الحاجة إليه مع توالي الأيام وتصرّم الأعوام حيث إن معظم الموارد غير متجددة فهي إلى نضوب، والمنافسة الشرسة إلى صعود، والمتغيرات إلى مزيد من الحدة والتعقيد، كل هذا يجعل من التخطيط وسيلة فعّالة للتغلب على تلك المحددات وتجاوز تأثيرها أو في أقل تقدير الحد منها والالتفاف حولها. فالتخطيط يحدد الُمدخلات بالكم والكيف ويرسم ماهية الُمخرجات، كما أنه يساعد على التنبؤ بما قد يطرأ ووضع الحلول لها قبل وقوعها، ويحقق مبدأ الرقابة والمتابعة، أي أن التخطيط يضبط إيقاعات العمل وفق خطة مرسومة تساعد على مد أجل الموارد بُحسن إعداد توظيفها، واستدامة المنجزات بُحسن إعداد طرق المحافظة عليها.