اختتم الرئيس الأوكراني "فكتور يوشينكو" زيارته لموسكو التي اتسمت بأن ناقشت ملفات طالما كانت سبباً في توتر العلاقات بين البلدين، وخلال اللقاء الذي وصفه المراقبون بالصعب، كان الاعتراف الصريح من الرئيسين بوجود عقبات حقيقية تحول دون تطور علاقات البلدين على نحو أفضل. وقد أبدى يوشينكو استعداده للحوار، مؤكداً أن روسيا ستبقى دائماً شريكاً استراتيجياً لأوكرانيا، وأن بوتين قد أشار إلى أن هذه المشاكل لا تعيق زيادة التبادل التجاري بشكل جوهري. وعقب المحادثات وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بوتين ويوشينكو، كشف بوتين ما يعتريه من رهبة لمجرد التفكير باحتمال تطور الأحداث السياسية على نحو قد يسمح بتوجيه الصواريخ الروسية إلى أوكرانيا، مضيفاً أنه لا يستبعد مثل هذا السيناريو إذا ما انضمت أوكرانيا لحلف الناتو. مشيراً بالقول "لكم أن تتصوروا وجود قاعدة لحلف الناتو في مدينة "سيفاستوبول" التي شهدت أعمالاً بطولية جمعت الروس والأوكران معاً". أردف إلى وجود رغبة لدى روسيا لتطوير علاقات صداقة مع كافة الدول والمنظمات الدولية والتي منها حلف الناتو، نافياً عزم روسيا الانضمام للناتو حيث أن هذا من شأنه الحد من سيادة روسيا، مضيفاً إن كانت أوكرانيا تريد الحد من سيادتها فهذا شأن داخلي ليس لروسيا الحق للتدخل فيه، ولكن إذا كان هذا من شأنه أن يؤدي إلى إقامة قواعد أو نشر مواقع دفاع مضاد للصواريخ فروسيا لابد وأن يكون لها رد فعل تجاه هذه الأفعال، دعياً أوكرانيا لحوار صريح حول هذا الوضع الحرج. ومن جانبه أوضح يوشينكو أن كييف تنطلق من أن لكل دولة الحق في بلورة سياستها الدفاعية الخاصة، منوهاً إلى أن بلاده تدرك واقع وجود العديد من الملفات التي يجب مناقشتها من خلال الحوار الصريح مع الأصدقاء والشركاء، مؤكداً أن ما تقوم به أوكرانيا غير موجه ضد أحد. وقال يوشينكو أن بلاده معنية بانضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية بأسرع وقت ممكن وأنها ستبذل كل ما في وسعها لدعم هذه الخطوة، معرباً عن ارتياحه لنتائج مباحثاته مع بوتين، حيث نجحت في وضع آلية عمل للجنة "بوتين-يوشينكو" الرسمية المشتركة. موضحاً العلاقات الاقتصادية تأتي في مركز الصدارة. وأشار بوتين إلى أن التعاون الروسي الأوكراني يجب أن ينطوي على طابع شراكة استراتيجية دون تحفظ على الرغم من عدم تتطابق مواقف البلدين في بعض القضايا، وأن اللقاء قد نجح في تقريب بعض هذه المواقف، داعياً لبذل مزيد من الجهد من اجل نمو رفاهية مواطني البلدين وعلى أساس العلاقات العملية المتبادلة ومبادئ حُسن الجوار والمنفعة المتبادلة، مضيفاً أن الجلسة الثانية للجنة الروسية الأوكرانية المشتركة قد انتهت وأنه قد تم التصديق على خطة عمل اللجنة حتى عام 2009.كما أكد ضرورة التزام الاتفاقات المبرمة في مجال النفط والغاز، حيث أن هذا ليس في صالح البلدين فقط بل أيضا أحد عوامل ضمان أمن الطاقة لأوربا، مشيراً إلى اتفاق الجانبان على تشكيل فريق عمل من شأنه أن يجعل العلاقات الروسية الأوكرانية في قطاع الغاز أكثر وضوحاً وشفافية، وأن "جازبروم" قد رحبت بالاقتراحات الآوكرانية التي من المقرر أن يتم التوقيع عليه قريباً مع استمرار ضخ الغاز، معرباً عن أمله في أن يتم تنفيذ هذه الاتفاقات وبالشكل الذي تم تناوله مع يوشينكو. الجدير بالذكر أن المحادثات قد تمت في نطاق ضيق وبمشاركة مساعد الرئيس الروسي "سيرجي بريخودكو" ونائب رئيس سكرتارية الرئيس الأوكراني "الكسندر تشالي" وكذلك سفيري البلدين "فكتور تشيرنوميردين" و"اوليج ديومين" وأن الاجتماع الثاني للجنة المشتركة قد جاء بعد مرور أكثر من عام، حيث انعقدت الجلسة الأولى في ديسمبر عام 2006في كييف.