أكدت جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية أمس الأربعاء أن قياديها البارز عماد فايز مغنية قتل إثر انفجار سيارة مفخخة في وسط العاصمة السورية دمشق الليلة قبل الماضية. واتهم حزب الله في بيان له أمس الإسرائيليين باغتيال مغنية الذي كان هدفاً "للصهاينة والمستكبرين وسعوا للنيل منه خلال أكثر من عشرين عاماً". وأكد البيان "على مواصلة طريق الجهاد حتى تحقيق النصر الكامل". وحمل تليفزيون حزب الله إسرائيل المسؤولية عن الانفجار الذي أسفر عن مقتل "زعيمنا الكبير". وكان مغنية قياديا بارزا في حزب الله ويوصف بأنه كان رئيسا للقسم الأمني فيها وبأنه مسؤول استخباراتي كبير وأحد مؤسسي الحركة. وأفادت تقارير سابقة بان الانفجار الذي وقع في حي راق بوسط دمشق أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة اثنين آخرين. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن سيارة رباعية الدفع طراز "ماتسوبيشي باجيرو" كانت متوقفة في ميدان بالشارع على بعد 300متر من مدرسة إيرانية، هي التي تسببت في الانفجار. ووقع الانفجار في الساعة 1030مساء بالتوقيت المحلي في المنطقة التي تضم أيضا مكاتب للاستخبارات السورية. وأكدت مصادر مقربة من حزب الله لوكالة الأنباء الألمانية في اتصال هاتفي معها من دمشق أمس أن من المرجح نقل جثمان مغنية إلى لبنان لدفنه هناك. ووقع الانفجار قبيل وصول وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي إلى دمشق بساعات. يذكر أن عماد مغنية هو الاسم الحقيقي للقيادي البارز في حزب الله الذي يتولى عدة مهمات أمنية وسياسية وعسكرية وهو من الوجوه المتخفية ويلقب ب "الحاج رضوان"، وكان قد اتهم في ثمانينيات القرن الماضي بوقوفه خلف انفجارات استهدفت قوات مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" في لبنان كما ارتبط اسمه بخطف طائرة "تي.دبليو.إيه" الأمريكية وإرغامها على الهبوط في مطار بيروت الدولي وهو من المطلوبين دولياً في قضايا أمنية. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن مغنية ولد في 7كانون ثان (ديسمبر) 1962في قرية فقيرة جنوبي لبنان وهو من أصل فلسطيني. واستنادا إلى وكالة المخابرات الأمريكية فإنه كان أحد الحراس الشخصيين للرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات وكان له دور رئيسي في التخطيط لحادث تفجير معسكرات القوات الفرنسية في بعلبك وتفجير السفارة الأمريكية في بيروت أثناء غزو لبنان في عام 1982، كذلك تفجير السفارة العراقية في بيروت. وكانت الاستخبارات الأمريكية قد رصدت جائزة كبيرة لمن يدلي بمعلومات عن مغنية ارتفعت قيمتها من 5إلى 25مليون دولار بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، عندما كان اسمه على رأس قائمة من 22اسم وزعتها الولاياتالمتحدة. وهذه الجائزة دعت إيران لترحيله من أراضيها خشية الانتقام الأمريكي في حينها بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن. ومن الجدير بالذكر أيضا أن عماد مغنية موضوع على لائحة المطلوبين للعدالة في دول الإتحاد الأوروبي. واتهمت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا أمس الاربعاء اسرائيل بالوقوف وراء اغتيال عماد مغنية. من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء أن "العالم بات أفضل بدون" عماد مغنية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض للصحافيين "العالم بات أفضل بغياب هذا الرجل عنه" مضيفاً "كان قاتلاً بدم بارد". واستنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة اغتيال القيادي العسكري البارز في "حزب الله" اللبناني عماد مغنية، وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة في تصريحات له: "إن هذه الجريمة مثال للمؤامرة الصهيونية واستباحة الصهاينة للساحات العربية والإسلامية دونما اعتبار لأحد". وشدد أبو زهري على أن هذه الجريمة "تعكس العقلية الإجرامية الصهيونية التي لم تعد تكتف بالقتل على الساحة الفلسطينية بل بدأت تتجاوز ذلك للساحات الأخرى". من جهة أخرى رحب مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي للشؤون الإعلامية مارك ريغف أمس الأربعاء بمقتل القيادي في حزب الله عماد مغنية، لكنه نفى ضلوع بلاده في الاغتيال. وأضاف البيان أن "إسرائيل ترفض محاولة نسب أي ضلوع لها في هذا الحدث". وقال البيان إنه "ليس لدى إسرائيل ما تضيفه أكثر من ذلك بهذا الصدد". وكان رفض في اتصال مع يونايتد برس إنترناشونال في وقت سابق التعقيب على الاغتيال وقال "ليس لدينا بيان بهذا الخصوص". وقال موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني إنه "بعد سنوات من مطاردة تجاوزت حدوداً كثيرة تمت تصفية أحد كبار المطلوبين في العالم". وفي الجانب اللبناني عزى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة حزب الله باغتيال القيادي فيه عماد مغنية فيما رأى وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ ان "أصابع إسرائيل" واضحة في عملية الاغتيال . واستنكر زعيم الأكثرية النيابية اللبنانية سعد الحريري اغتيال عماد مغنية داعياً إلى توحيد اللبنانيين في سبيل حماية وحدتهم الوطنية.