سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ولي عهد أبوظبي يضع الحجر الأساس لأول مدينة على مستوى العالم خالية من الانبعاثات الكربونية والسيارات والنفايات تستقطب كبرى الشركات العالمية وبتكلفة 22مليار دولار
قام الفريق اول سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولى عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الإماراتية بوضع حجر اساس مدينة (مصدر) إيذاناً ببدء الاعمال الانشائية والتنفيذية لتشييد اول مدينة على مستوى العالم خالية من الانبعاثات الكربونية والسيارات والنفايات وذلك خلال حفل خاص اقامته شركة ابوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" في موقع المشروع. و أعلن الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) في كلمة له خلال الحفل عن الميزانية الإجمالية لتطوير المشروع والتي تبلغ 22مليار دولار ويستغرق بناء المشروع 8سنوات. وأوضح ان أحد الأهداف الرئيسية لتمويل وتطوير "مدينة مصدر" يتمثل في "تمويل الكربون" وذلك عبر منح الانخفاض المحقق في الانبعاثات الكربونية داخل المدينة قيمةً ماليةً بموجب آلية التنمية النظيفة المنبثقة لبروتوكول كيوتو.. وهي سابقة لم يشهدها العالم من قبل في تطبيق اسلوب تمويل مبتكر على نطاق مدينة بأكملها. وقال.. إضافة إلى قاطنيها، سوف تسعى "مدينة مصدر" إلى استقطاب الكفاءات وتشجيع التعاون بين الخبراء في قطاعات عديدة تشمل الطاقة المتجددة، والمواصلات المستدامة، وإدارة النفايات، والمحافظة على المياه ومعالجة المياه العادمة، والإنشاءات والمباني الخضراء، والمواد الصناعية الصديقة للبيئة، والتدوير، والتنوع الأحيائي، والتغير المناخي، وتمويل المشاريع الخضراء. وستحرص المدينة على استثمار مزايا التقنيات المستدامة، مثل الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، إلى أقصى حد ممكن من خلال أسلوب متكامل للتخطيط والتصميم. ومن خلال تطبيق هذه التقنيات، ستحقق "مدينة مصدر" وفراً تتجاوز قيمته ملياري دولار من النفط على مدى 25عاماً، بحسب الأسعار السائدة حالياً للنفط والغاز، كما ستوفر ما يزيد على 70ألف فرصة عمل وتسهم بأكثر من 2% سنوياً من إجمالي الناتج المحلي السنوي لإمارة أبوظبي. وبالإضافة إلى ذلك، ستشهد المدينة مستويات غير مسبوقة في انخفاض الطلب على العديد من الاحتياجات، بما في ذلك الطاقة والمياه ومكبات النفايات. واوضح الجابري قائلا /سوف تحتاج "مدينة مصدر" إلى نحو 200ميجاواط من الطاقة النظيفة، مقابل أكثر من 800ميجاواط بالنسبة لمدينة تقليدية بنفس الحجم. كما ستحتاج المدينة إلى حوالي 8000متر مكعب من مياه التحلية يومياً، مقارنةً بأكثر من 20000متر مكعب يومياً بالنسبة لمدينة تقليدية. وتحتاج مدينة تقليدية بهذا الحجم إلى مكبات مساحتها ملايين الأمتار المربعة، في حين أن "مدينة مصدر" لن تحتاج عملياً إلى مكبات. وذكر انه تم تصميم المدينة التي تبلغ مساحتها 6كيلومترات مربعة والواقعة بالقرب من مطار ابوظبي الدولي، من قبل نخبة من أبرز المهندسين المعماريين شركة "فوستر وشركاه"، ومن المتوقع أن يتم إنجازها في عام 2016وذلك في إطار "خطة أبوظبي 2030". وستكون "مدينة مصدر"، التي ستتمتع بصفة المنطقة الحرة والتي ستحتضن 1500شركة و 50ألف نسمة، مقراً لكبريات الشركات العالمية وأبرز خبراء الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. وسيتم تخصيص 30% من مساحة "مدينة مصدر" للسكن، و24% لمنطقة الأعمال والأبحاث، و13% للمشاريع التجارية بما فيها الصناعات الخفيفة، و6% ل "معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا"، و19% للخدمات والمواصلات، و8% للفعاليات المدنية والثقافية. وأوضح انه سيتم تطوير "مدينة مصدر" على سبع مراحل، تتمثل الخطوة الأولى في بناء "معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا"، أول مؤسسة أكاديمية متخصصة في دراسات الطاقة المتجددة والمستدامة على مستوى العالم. ويجري تطوير "معهد مصدر" المزمع افتتاحه في عام 2009، بالتعاون مع "معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا". وسيركز "معهد مصدر"، أساتذةً وطلاباً، على تطوير الجيل التالي من الحلول التقنية في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. وستكون "مدينة مصدر" مقراً لمبادرة "مصدر" التي أطلقتها أبوظبي باستثمارات قيمتها عدة مليارات من الدولارات من أجل تطوير تقنيات مبتكرة في مجالات الطاقة المتجددة والبديلة والمستدامة، إضافة إلى التصميم المستدام، وتسويقها تجارياً. وفي يناير 2008، أعلنت حكومة أبوظبي عن استثمار 15مليار دولار في "مصدر"، وهو ما يعد أكبر استثمار حكومي من نوعه. وتمت تلبية كافة احتياجات حفل التدشين من الكهرباء بالطاقة الشمسية التي أنتجتها الألواح الكهروضوئية التجريبية الخاصة بمدينة مصدر. وتمكنت هذه الألواح، منذ أن بدأت في تغذية شبكة الكهرباء الوطنية بالطاقة في ديسمبر 2007، من إنتاج ما يزيد على 5500كيلو واط ساعة، الأمر الذي جنّب البيئة مضار انبعاث ما يزيد على أربعة أطنان من غاز ثاني أكسيد الكربون.