قال الناطق باسم وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في عمان مطر صقر أن منظمته ستتبنى معياراً جديداً لتقييم حالات العوز التي يعيشها حوالي 1.9مليون لاجئ فلسطيني في الأردن ممن يستفيدون من برامجها الإنسانية. وأوضح الناطق أن هذا التعديل يهدف إلى تحسين تدخل الأونروا بين المجتمعات المحلية ومنح المساعدات لمستحقيها الفعليين. وقال: "نحن نعمل على مراجعة معاييرنا القديمة حتى نتمكن من التمييز بين حالات الفقر والفقر المدقع وبالتالي توصيل المساعدات لمستحقيها". وبين أن هذا يعني أن المساعدات المالية والغذائية لن تُمنَح إلا للأشخاص الذين يعانون من فقر مدقع والذين تم تصنيفهم على أنهم يعانون من حالات عوز شديد. وأضاف أن المستفيدين من هذه المساعدات سيستفيدون كذلك من خدمات إغاثة إضافية تتضمن التأمين الصحي والأولوية في برامج التدريب المهني. ووفقاً لإحصاءات الأونروا، يُصنَّف حوالي 50.000لاجئ فلسطيني، أي حوالي 2.6من مجموع اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الوكالة بالأردن، "كحالات تعاني من عوز شديد"، وهم يعيشون إما في مخيمات اللاجئين الثلاثة عشر الموجودة في الاردن أو في مدنها وقراها. وتستفيد أسر اللاجئين المسجلين "كحالات تعاني من عوز شديد" من المساعدات المالية والغذائية والمأوى، كما أنها تحصل على الأولوية في البرامج التي ينظمها قسم الخدمات الاجتماعية بما فيها أفضلية الانخراط في مراكز التدريب المهني. وأوضح صقر أنه وفقاً لبرنامج المساعدات الحالي، تفقد الأسرة أحقية الحصول على المساعدات عندما يبلغ ابنها الأكبر سن 18عاماً، ولكن هذا الأمر سيتغير. فالنظام الجديد، حسب صقر، قد يحرم أسراً تحصل على المساعدات الآن أو قد يشمل أسراً جديدة لا تستفيد من البرنامج الحالي. وأضاف أنه سيتم إجراء المزيد من الدراسات في المستقبل القريب لتحديد الحالات التي تستحق المساعدة فعلاً، مشيراً إلى أن المعيار الجديد "قد يدخل حيز التنفيذ خلال هذا العام". ويتكون المستفيدون في العادة من النساء الأرامل والمطلقات واللواتي هجرنهن أزواجهن وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة واللاجئين المعاقين وصغار السن. ويحصل جميع هؤلاء على مساعدات مالية وعينية ضمن برنامج "الحالات التي تعاني من عوز شديد". وتوفر الوكالة لهؤلاء الأشخاص المساعدات المالية لتمكينهم من شراء المواد الأساسية التي يصعب عليهم اقتناؤها من مواردهم الخاصة مثل ملابس المدرسة والكتب والمساعدات الغذائية. وتصل قيمة المساعدات الغذائية إلى حوالي 136دولاراً للشخص سنوياً، يتم الحصول على معظمها على شكل مساعدات عينية من حكومات الدول المانحة وتشمل المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق والقمح والسكر والحليب وزيت الطبخ. وتحدد المنح كميات المواد التي يتم توزيعها. وأوضح صقر أنه تم إعداد برامج خاصة لمساعدة اللاجئين على تحسين ظروفهم المعيشية عبر تشجيعهم على الانخراط في التدريب المهني. وأضاف: "لا يكمن الهدف في تقديم المساعدات المالية أو الغذائية للاجئين فقط وإنما نريدهم أيضاً أن يصعدوا السلم الاجتماعي حتى يتمكنوا من الحصول على مستوى أفضل من العيش الكريم". وكان معظم اللاجئين قد قدموا إلى المملكة بعد حرب عام 1948بين العرب وإسرائيل، في حين تدفق الآخرون إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن بعد حرب عام 1967بين العرب وإسرائيل.