وفي يوم الاثنين 14شعبان 1428ه الشاعر الكبير محمد بن سليمان الدرم من مواليد قرية القصورية غبر رويضة العرض سنة 1345ه وكان والده يقول الشعر وجده لامه شاعر معروف، فلا غرابة في شاعريته التي ولدت في سن مبكرة حيث قال الشاعر وعمره عشر سنوات، واجه شظف الحياة ومتاعبها وعاصر فترات قلة ذات اليد فله تجربة غنية نراها بارزة في شعره تصور الحياة الاجتماعية في الماضي اشتغل في مقتبل حياته بالزراعة بحثاً عن لقمة العيش ولكن معاناة المزارعين ومشاكلهم في الماضي كبيرة ولقد زرع في احد السنوات اجتهد في بذره وسقياه طول الموسم فلما اوشك على حصاده هجم عليه (الدبا) فأباده فخرج خالي الوفاض فقال معبراً عن هذه المعاناة: انا احمد الله راس مالي عباتي والبس زرابيلي وادبر مع الريع ومن سالني ويش الخبر والسواتي قلت الدبا في زرع ربعي مشاريع ومن قب ما هو زاهي في النباتي جاه الدبا الكتفان عجل سواريع انتقل الى مدينة رأس تنوره يعمل سائقاً في شركة ارامكو في المعدات الثقيلة وقد اشار الى ذلك في عدد من الابيات: الا واعذابي جاني العيد يم الراس مع ريس يامر عليه وينهاني الى جيت ابجلس فالعمل ما حصل مجلاس تحمل فيه من التعب كل ما جاني ترك شركة ارامكو وتحول للعمل الحر فاشترى سيارة نقل من نوع (فولفو) وبدأ يعمل عليها: قبلك وانا ما في يديني دنانير وان خذت راتب ارامكو نفدنه واليوم انا يالله لك الحمد في خير ما عاد ابي لمملس الهرج منه وكان من المعجبين في سيارته (الفولفو) ويثني عليها في قصائده كثيراً هذا الامر جعل اصحاب سيارات (المرسيدس) يعارضونه بالكثير من القصائد. بعد ذلك التحق موظفاً في وزارة الداخلية وهو شاعر متميز ذو تجربة في الحياة صورها في قوله: من شايب قد جرب الزين والشين والمر والحالي يعرفه وذاقه خذا من الدنيا تجارب وتمرين يا كثر من صكات بقعا فلاقة ورغم أن قصائده في بداية حياته تميل إلى الفكاهة والسخرية إلا أن قصائده بعد ذلك تتسم بالجزالة والسلاسة فهو شاعر مطبوع تظهر في قصائده الحكمة بجلاء وقد تطرق لمختلف أعراض الشعر ومارس فن المحاورة مع كبار شعرائها ومن قصائده الوطنية الجميلة هذه القصيدة: يالله يالله يا منشي المزون اللي مطرها حقوق يا منزل الغيث من عندك تغيث الناس باوطانها في ليلة ينعش المسنين زلزال الرعد والبروق والصبح سيله على التنهات مل كل ريضانها من باب جدة إلى ساحل عمان أرقاب مزنه تسوق متراكم السحاب وضارب القاع ربانها من حد الأردن إلى حد اليمن مافي خياله فتوق ينثر قراح الغدير اللي يعل العشب ودانها جعله على الدولة اللي عند اهلها ما تضيع الحقوق من عدل حكامها حدب السيوف احما لميزانها حكامها نسل اخو نورة ذرى الخايف مخلى الطروق ما جابت البيض مثله فوق الارض وكثر سكانها اللي مشى بالسريا مر حدر وبعض الأمرار فوق والليل مثل النهار مخلين ريمات بأرسانها