اوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، داعياً فضيلته إلى بر الوالدين والاحسان اليهما. وقال في خطبة الجمعة يوم امس بالمسجد الحرام ان الحياة وهي مندفعة في طريقها بالاحياء توجه اهتمام الاحياء إلى الامام إلى الناشئة والجيل المقبل إلى الابناء وقل ما تنقل انتباههم إلى الوراء وإلى الحياة المولية والجيل الذاهب. واوضح فضيلته ان الآباء والأمهات ليندفعون بالفطرة إلى رعاية الاولاد والتضحية بكل شيء حتى بالذات في سبيل رعاية الاولاد واسعادهم. وبين امام وخطيب المسجد الحرام ان الآباء والأمهات لا يحتاجون إلى توصية بالابناء وانما الابناء يحتاجون إلى توصية بالآباء والأمهات وينعطفوا إلى الوراء ويلتفتوا اليهم ليذكروا واجب الجيل الذي انفق رحيقه كله حتى ادركه الجفاف، لقوله تعالى (وقضى ربك الا تعبدوا إلا اياه وبالوالدين احساناً، إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وكل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا). واكد فضيلته ان حق الوالدين من أعظم الواجبات واجره من اوفر الحسنات وبرهما شرف الدنيا وفلاح الآخرة، وهو ميثاق الله على الاولين، لقوله تعالى: (ولقد اخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين احسانا) وهو امر الله لكل المؤمنين (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين احسانا). وبين امام وخطيب المسجد الحرام ان الأب والأم كم شقيا لتسعد وكم سهرا لتنعم وهما سبب وجودك وأصل حياتك وكم عانت امك في حملك ورأت الموت عند وضعك وعانت آلامها لتستقبل حياتك بشوق عارم وعين متلهفة، وجففت من دمعاتها لتستقبلك بوجه بسام وجبين وضاح، مشيراً فضيلته ان الأم ذلك المخلوق الضعيف والروح اللطيف والأم الحنون تفزع إلى حضنها فلا تعلم ملجأ ولا ملاذ سواها وإذا كبرت لم تزل لك مداد الالفة والانس ولم يزل ثغرها لك معطاءً بساما. واشار امام وخطيب المسجد الحرام إلى وصية الله في بر الوالدين والاحسان لهما فقال عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل احب إلى الله عز وجل قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله. موضحاً فضيلته ان بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله وان حق الوالدين لا يقبل مساومة حتى ولو كان الأمر يتعلق بالجهاد لان الأم طريق الجنة. واضاف امام وخطيب المسجد الحرام ان البر دين قال صلى الله عليه وسلم بروا آباءكم تبركم ابناؤكم وعفوا تعف نساؤكم. واوضح فضيلته ان البر هو سبب في طول العمر لقوله صلى الله عليه وسلم لا يزيد في العمر الا البر ولا يرد القضاء الا الدعاء وان الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها". واكد امام وخطيب المسجد الحرام ان بر الوالدين سبب في تفريج الكرب واجابة الدعاء والنجاة من المضائق والمصائب، وقال ان من بر الوالدين اطعامهما وكسوتهما وامتثال امرهما ما لم يكن معصية وتقديم هواهما ورغباتهما على رغبات النفس واحتساب ذلك عند الله والتكلم معهما باللين ومعاملتهما بالرفق واللطف، خاصة مع الكبر وان يمشي خلفهما ولا يدعوهما باسمهما المجرد بل يوقرهما ويتلطف اليهما وان يدعولهما ويستغفر لهما وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا. وبين فضيلته ان حاجة الابوين عند الكبر تفوق كل حاجة خاصة في جانب الشعور والواقع النفسي فيكون الشعور مرهفا والنفس حساسة فهما احوج ما يحتاجون إلى الرفق والملاطفة والانس والعناية واظهار الاهتمام بهما، مؤكداً فضيلته ان النفوس جبلت على الاحسان لمن احسن اليها ولا منة بين المخلوقين اعظم من منة الوالدين على ولدهما، ولكن عندما تنتكس الفطر فترى نماذج الجحود والنكران وهذا سر الجمع بين حق الله وحق الوالدين وبين الشرك والعقوق لذا كان الوعيد شديداً لمن عق والديه واساء لهما.