سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضبطيات كبيرة تقوم بها أجهزة مكافحة المخدرات في عدد من مناطق المملكة أكبرها في الرياض وجدة وحفر الباطن استمراراً للجهود الدؤوبة والمخلصة لرجال مكافحة المخدرات
لاشك أن قضية المخدرات مازالت تأخذ حيزاً كبيراً جداً من الأوقات الثمينة لرجال السياسات والأمن والاقتصاد والاجتماع في كافة دول العالم، لما للمخدرات من أضرار بالغة على الأفراد والأسر والمجتمعات. كما أن هذه الآفة تعتبر من القضايا الشائكة والمعقدة التي باتت تشكل هماً كبيراً خصوصاً في ظل الازدياد المضطرد في إنتاجها، واستخدام الوسائل الحديثة في عمليات النقل والتخزين والتهريب، ونظراً لخطورتها فقد حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين أيدها الله على محاربة هذه الآفة منذ أمد بعيد وبلادنا تعتبر من الدول التي حرصت على حماية مجتمعها من سموم المخدرات، وامتداداً لهذه الجهود التي تبذلها الدولة في مجال مكافحة المخدرات تم إحباط العديد من قضايا تهريب وترويج المخدرات ما يؤكد مدى التنسيق الرائع والسريع البعيد عن البيروقراطية المعهودة فيما بينها والسلطات الأمنية مع العديد من الدول. لقد أكد كثير من المسؤولين أن بلادنا مستهدفة في شبابها وعقيدتها وثرواتها وأن المفسدين يحاولون بشتى الطرق والوسائل الممكنة تهريب سموم المخدرات وتسريبها إلى الوطن بأي شكل وبأي ثمن، ولكن هيهات ان يقوم اولئك المفسدون إدخال مهرباتهم دون أن يتم اكتشافها من اولئك الرجال الاشاوس من رجال مكافحة المخدرات ورجال الجمارك والجهات ذات العلاقة. إن هذه الجهود البناءة التي تبذل في الوقت الراهن هي جهود اعتبرها استثنائية. لاعتمادها على التخطيط السليم والقيادة الناجحة والعمل المخلص الدؤوب في كافة اجهزة مكافحة المخدرات والتي تعمل ليل نهار كخلية نحل باعتباره المقياس السليم للنجاحات المتتالية التي نشاهدها بشكل ملموس في كبح وقمع وإحباط وإفشال مخططات مهربي المخدرات. وقد اطلعت على ما نشر الاسبوع الماضي في الصحف المحلية عن قيام المديرية العامة لمكافحة المخدرات بضبط وإحباط أكثر من مائة الف حبة داخل (ثمرة الرمان) التي تم ضبطها في محافظة حفر الباطن، كما ان استخدام وسائل التقنية الحديثة التي طورتها المديرية العامة لمكافحة المخدرات أدى إلى ضبط قضيتين في الرياضوجدة تقدر كميتهما بأكثر من تسعمائة الف حبة كبتاجون كانت مهربة داخل أقمشة وملابس وألياف استحمام تابعتان للقضية السابقة.. وقد بلغت تلك القضايا الثلاث اكثر من (1.200.000) مليون ومائتي الف حبة. إضافة إلى ذلك تمكنت المديرية من ضبط حوالي (4) اربعة كيلوجرامات هيروين نقي. وهذه الكمية لاشك تعتبر كمية ليست قليلة في معايير المكافحة الدولية اضافة الى ضبط اكثر من نصف طن من الحشيش المخدر فقط خلال شهر محرم 1429ه وفي اعتقادي ان ضبط مثل هذه الكمية مؤشر خطير من ناحية وإيجابي من ناحية أخرى. وأن الجانب الايجابي في هذا الموضوع هو التأكيد على الجهود المبذولة والنجاحات المتواصلة التي تقوم بها الأجهزة المعنية في مجال مكافحة المخدرات مما يعطي للمواطن انطباعاً جيداً باهتمام ولاة الأمر حفظهم الله ومتابعتهم المستمرة في هذا المضمار بتوجيهات صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو المساعد للشؤون الامنية حفظهم الله ومتابعة مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج على ملاحقة مهربي ومروجي المخدرات. أما الجانب الإيجابي الآخر هو أن التطور الكبير في أساليب الملاحقة والمطاردة التي تستخدمها الأجهزة الأمنية بشكل عام وأجهزة مكافحة المخدرات بشكل خاص في الكشف عن الأساليب التي يستخدمها مهربو المخدرات سيجعل مهمة المهربين أكثر عرضة على الكشف ويزيد في فاعلية نشاط العمل الأمني ويقظة رجال المكافحة. أما الجانب السلبي في الموضوع هو أننا في هذه البلاد مازلنا نواجه هجمة شرسة من المفسدين في الأرض تحاول النيل من شباب ومكونات الوطن المختلفة واستهداف مكتسباته، وهذا يؤكد ايضاً على أهمية تضافر الجهود الوطنية على مواجهة هذه الحرب المعلنة للحد من انتشار آفة المخدرات وحفاظاً على أمن الوطن ومكتسباته. إن هذه الجهود الموفقة تتطلب من الجميع وقفة إجلال وافتخار برجال المكافحة وعلينا مساندتهم بكل ما نستطيع لحماية مكتسباتنا وثرواتنا ووطننا من كل سوء.. فهنيئاً لرجال المكافحة وقائدهم وتبقى مساندتنا كمجتمع وكمواطنين وكمقيمين للمساهمة والمشاركة والتعاون معهم.. وان نستشعر اننا جميعاً في خندق واحد لاغير.