؟ إشارة إلى ما كتبه سعود بن عبدالرحمن المقحم تحت عنوان "وفاء الزوجة في مهب الريح" المنشور يوم السبت 1429/1/24ه والذي تضمن وجهات نظر غريبة جعلتني أوجه له الرسالة التالية: عزيزي سعود المقحم: لا أعرف ماذا تريد من الزوجة بعد وفاة زوجها هل هو الالتزام والجلوس في المنزل حزينة كئيبة!.. أي تشريع أنت تعمل به؟!.. لو كان هذا المقال من رجل غير مسلم لعذرته ولكنه من مسلم ويعرف أن حقوق الزوج تنتهي بانتهاء العدة التي شرعها الله سبحانه وتعالى "والحي أبقى من الميت".. كما يقوله المثل. عزيزي سعود.. المرأة مثل الرجل تماماً لها أحاسيس ومشاعر وغرائز إنسانية لا تستطيع المرأة أن تكبتها داخلها مثلها مثل الرجل.. الرجل بمجرد أن تموت زوجته لا يستطيع أن يعيش شهراً واحداً وكما يقولون "أعزب دهر ولا أرمل شهر".. لماذا المرأة مطلوب منها إذا مات زوجها أو طلقت أن تجلس دون زوج لتربي أبناءها.. والرجل يتمتع بكل هذا دون حسيب أو رقيب.. يتزوج على زوجته.. ويتزوج حين يطلق.. ويتزوج بعد أن تموت زوجته.. ولا يفكر في أبنائه.. "أين الوفاء الذي تزعمه؟!". تستكثرون عليها حقاً شرعه الله لها.. الحمد لله أن التشريعات الإسلامية نزلت من عند الخالق وحده جل جلاله.. وإلا لهضمت حقوق المرأة في هذا المجتمع الذي تمثله أنت ومن يفكر كما تفكر أنت. عزيزي سعود.. أنت تعيش في عصر مظلم تعيشه لوحدك.. تكره المرأة لأسباب لا تعرفها وهذا ليس المقال الأول لك.. أليست لك أم أو أخت؟!!.. إذا كانت لك أخت وتوفي زوجها لا سمح الله وهي في أوج شبابها وأنوثتها..أليس من الظلم أن تجلس بلا زوج؟!.. ألا تريدها أن تتمتع بحياتها وإنسانيتها.. أو تنتظرون منها الخيانة لإشباع غريزتها.. "لأن الشيطان سيزين لها الخيانة".. المرأة هي منبع الوفاء والتضحيات ولن نستطيع أن نحصي المطلقات والأرامل اللاتي حرمن أنفسهن من الزواج لأجل الوفاء لأزواجهن وأبنائهن.. وبعد أن يتزوج الأبناء رموا أمهاتهم في دور العجزة أو تركوهم لوحدهن في بيوت يمر الشهر والشهران دون أن يسأل عنهن أحد.. وهذا جزاء الوفاء. من حق المرأة أن تبدو في أحسن صورة إذا كان الشرع لم يحرم ذلك لأن الله جميل يحب الجمال.. والأفضل لها أن تبدو جميلة لأن هذا من طبيعة المرأة. وأعجب منكم يا معشر الرجال تتسمرون أمام الفضائيات لمشاهدة النساء الجميلات وتعلقون على هذه وتلك.. وإذا أرادت زوجتك وأختك أن تفعل مثلهن أقمتم الدنيا ولم تقعدوها على هذه الإنسانة الضعيفة.. مع أن عمليات التجميل لم تقتصر على النساء فقط بل زاحمهن الرجال في ذلك.. في الماضي كانت الزوجة بعد وفاة زوجها تتزوج مرة ومرتين ولم ينتقدها آباؤنا وأجدادنا مع أنهم غير متعلمين أو تعليمهم بسيط.. ولكن إيمانهم قوي وعقيدتهم الإسلامية سليمة لم يخالطها الحقد والأنانية.. أقولها بكل صدق الرجل الحديث أناني بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. يريد أن يعدد في الزوجات ويترك أم أولاده معلقة لتربي الأبناء وينعم هو في أحضان إمرأة أخرى.. ويريدها بعد الطلاق أن تضحي وتربي أبناءه وهو ينعم في ظل امرأة أخرى.. وإذا توفي يريدها أن تخلد ذكراه بعدم الزواج.. لا أستطيع إلا أن أقول لكم كفاكم ظلماً وجوراً معشر الرجال.. والحمد لله أن التشريعات الإسلامية أنزلها الرحمن الرحيم. @ جامعة الملك سعود (إدارة أعمال)