ربما تكون انتخابات الثلاثاء الكبير غير المسبوقة والتي جرت في 24ولاية أميركية، مجرد نهاية البداية لأطول انتخابات رئاسية أميركية وأكثرها كلفة في تاريخ الولاياتالمتحدة. فقبل أشهر كانت هيلاري كلينتون السناتور عن ولاية نيويورك تأمل في أن تتوج في نهاية اليوم مرشحة للحزب الديموقراطي لسباق البيت الأبيض مما يضعها على طريق أن تصبح أول امرأة تتولى الرئاسة الأميركية. ومؤخراً أصبح أنصار سناتور ايلينوي باراك أوباما يأملون في أن يتغلب على كلينتون بفضل حملته الحماسية التي حملت عنوان "نعم نستطيع" تدعمها التبرعات التي تدفقت على حملته، ليصبح أول رئيس أسود للبلاد. أما المرشح الجمهوري السناتور جون ماكين فقد اعتمد على معركته السياسية الملحمية للقضاء على منافسيه والاندفاع بقوة نحو البيت الأبيض بعد ثماني سنوات من خسارته ترشيح حزبه أمام الرئيس الحالي جورج بوش. وبالنسبة لحاكم مساتشوستس السابق ميت رومني، الذي قاد التيار اليميني، فقد كان يأمل بفرض نفسه بطلاً للمحافظين والوصول إلى الانتخابات الرئاسية. إلا أن هناك مشكلة واحدة، حسب ما يوضح اريك ديفيس الخبير السياسي في كلية ميدلبيري في فيرمونت "إن النتيجة الليلة هي: لا يوجد فائز محدد". وحققت كلينتون وماكين نصراً مهماً بعد أن فازا في ولاية كاليفورنيا التي تعد الجائزة الذهبية حيث انها تمتلك أكبر عدد من المندوبين. إلا أن مايكل فلدمان المساعد السابق لنائب الرئيس السابق آل غور قال لوكالة فرانس برس انه من الواضح أن السباق إلى البيت الأبيض لعام 2008"سيستمر". وقال ديفيس "كانت كلينتون تفترض في كانون الأول/ديسمبر انها ستحصل على الترشيح الثلاثاء. واعتقدت انها ستواجه بعض الصعوبات في البداية ثم تحقق النصر يوم الثلاثاء الكبير". وأضاف "إلا أن ذلك لم يحدث". وأوضح أنه اذا لم يتمكن أوباما أو كلينتون من الحصول على فوز واضح في الانتخابات التي ستجري الأسبوع المقبل "فهناك فرصة كبيرة أن هذه المسألة لن تتضح إلا عند إجراء الانتخابات التمهيدية في بنسلفانيا في 22نيسان/أبريل". أما بالنسبة للجمهوريين "فالحدث المهم هو أن ماكين لا يزال في المقدمة، لكنه كان يأمل في أن يتمكن من حسم حصوله على الترشيح الليلة، إلا أن ذلك لم يحدث"، ويعود سبب ذلك في جزء منه إلى معارضة الكثير من المحافظين لترشيحه، حسب ديفيس. وأضاف "قد يتم حل هذه المسألة بحلول الرابع من آذار/مارس" عندما تجري خمس ولايات من بينها تكساس واهايو انتخاباتها التمهيدية. ومن الصعب القول ما إذا كانت النتيجة القوية التي حصل عليها حاكم اركنسو السابق مايك هاكابي القس المعمداني، قد ساعدت ماكين أو اضرت به. أما أنصار رومني، المليونير الذي صرف بسخاء على حملته الانتخابية من ماله الخاص، فقد أكدوا أن المحافظين يلتفون حوله وليس حول هاكابي كأفضل بديل لماكين. وصرَّح أحد المساعدين المحافظين الجمهوريين في مجلس النواب لوكالة فرانس برس "إذا واصلنا الحديث عن ماكين بأنه غير محافظ، فإن ذلك سيحدث صدعاً في دعم حزبه له". إلا أن هزيمة رومني في كاليفورنيا وفوزه الضئيل بشكل عام، دعت أوساط حملته تعيد النظر في بعض الأمور. وقال المساعد الجمهوري المحافظ في مجلس النواب الذي طلب عدم الكشف عن هويته "من الواضح أن الحزب الجمهوري يعيد دراسة الأمر ولم يستقر على فائز بعد". وبعد أن تمكن أوباما من القضاء إلى حد كبير على تصدر كلينتون استطلاعات الرأي العام، فإن الفوز المتقارب لكل منهما يلقي ببعض الشك على قدرته على المحافظة على خطابه الحماسي. وقال ديفييس "أوباما لديه قوة ولكنه لم يحقق فوزاً واضحاً". وأوضح أن المرشحين "يستعدان إلى رحلة طويلة الآن. وبدأ في عد المندوبين". وقال "إن ما يخشاه الجمهوريون هو أن يرشح الديموقراطيون شخصاً استطاع أن يحصل على دعم كبير لا يشبه أي شيء شهدناه خلال الأعوام ال 15الماضية".