صحى مبكراً كعادته رغم حلاوة النوم وطلاوته لينفض عن جسده غبار العجز والكسل وليعيل هذا العش المكنون الذي رسمته براءة طفل ولونته أحاسيس امرأة ليجلب لقمة حلال يطعمها من استودعهم الله إياه. وليبني أسرة توحد الله وتصلي على نبي هذه الأمة محمد بن عبدالله خرج وهناك عيون مشفقة وقلوب معلقة ترقب عودة هذا الرجل في آخر المساء وكلهم رجاء ليدب الأمل من جديد ويسعد بعودته البعيد قبل القريب خرج وسلاحه الإيمان وعمله نشر الأمن والأمان، خرج وقد تدرع بالغالية فداءً لوطن الإسلام والإيمان. بينما هناك من تسلح بنفسه الخبيثة برصد هذه الدماء المحرمة ليغتصب بحيوانية لا مثيل لها حرمتها ويدنس بحقده الأسود موطن لا إله إلا الله وبعد أن يشبع هذه الدموية المستعرة يسعفك بحجج كزبد البحر بل واوهن من العظم النخر خواءً وأضل من تخبط الغريق في ثلاث ظلم: ظلمة البحر وظلمة الليل وظلمة الوحدة. لقد خرجا جميعاً وشتان بين رجلين، بين رجل اسرع يطلب الرزق لأهله فهو مجاهد عند الله بإذن الله وبين مسترجل تسارع ليقطع الاعناق والارزاق وشتان بين رجل سعى ليبهج القلوب وليدخل السرور إلى قلب حبيب أو قريب وبين مسترجل انقض ليعتصر أفئدة البراعم والاغصان قبل الشيوخ والشبان بسم زعاف تسلل من فكره إلى يده وتحول باجدابة قلبه إلى رعب يعجز الخيال الخصب عن تصديقه.