تلقى الرئيس المصري حسني مبارك أمس الإثنين رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تتعلق بالتطورات على الساحتين اللبنانية والفلسطينية وذلك خلال استقباله لسمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. حضر اللقاء وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومن الجانب السعودي مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد عبدالعزيز قطان ورئيس الإدارة العربية بالخارجية السعودية الدكتور خالد الجندان. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصل إلى القاهرة أمس في زيارة قصيرة استقبله خلالها فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مطار القاهرة الدولي مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الجامعة العربية ومندوب من رئاسة الجمهورية المصرية. وكان الرئيس حسني مبارك قد أشار في تصريحات لوسائل الإعلام الأسبانية أن الوقت قد حان كي يلعب الاتحاد الأوروبي دوراً نشطاً كشريك في صنع السلام بمنطقة الشرق الأوسط.. مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي طرف مهم من أطراف "الرباعية الدولية" المعنية بعملية السلام في المنطقة. وقال مبارك "إن دور الاتحاد الاوروبي حتى الآن لا يتجاوز تقديم الدعم المالي والاقتصادي للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية.. وحان الوقت لأن يقرن الاتحاد ذلك بدعم سياسي يسهم في دفع المفاوضات الجارية حول قضايا الوضع النهائي". وأشاد مبارك بمساندة الاتحاد الأوروبي لجهود التنمية في بلاده وقال "إن مصر تقدر هذه المساندة في مجال توسيع التجارة والاستثمار ونقل التكنولوجيا، وتقدر التعاون القائم في الاطار الأورومتوسطي وفق عملية برشلونة".. غير أنه أكد تمسك بلاده بأن تتأسس هذه المساندة على التكافؤ والاحترام المتبادل ولا نقبل أية مشروطيات أو املاءات.. لا من الاتحاد الأوروبي ولا من غيره من شركائنا الدوليين. وحول الموقف الأمريكي من قضايا الشرق الأوسط.. قال الرئيس مبارك "إن الرئيس جورج بوش أبدى خلال جولته الأخيرة بالمنطقة عزمه على متابعة نتائج اجتماع (أنابوليس) وعلى متابعة التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي حول اتفاق سلام يتيح قيام الدول الفلسطينية المستقلة". وحول التطورات الأخيرة على الحدود المصرية مع غزة.. طالب الرئيس مبارك بالعودة إلى العمل باتفاق المعابر الذي تم التوصل اليه عام 2005بين السلطة الفلسطينية واسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية.. كما طالب اسرائيل بعدم التنصل من مسؤوليتها باعتبارها قوة احتلال. وحول الوضع في العراق.. اعرب الرئيس مبارك عن اسفه لاستمرار العنف واراقة الدماء بالعراق.. وقال "إن نجاح العملية السياسية في العراق رهن بنبذ نوازع الانقسام العرقي والطائفي والابتعاد عن مخاطر التقسيم". وبالنسبة للملف النووي الايراني.. أعرب الرئيس مبارك عن أمله في أن تؤدي الزيارة الأخيرة للدكتور محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى ايران والتقرير الأخير لوكالة المخابرات الأمريكية إلى تراجع التصعيد والمواجهة وافساح المجال لمواصلة الحوار. وحول البرنامج النووي المصري.. أكد الرئيس مبارك أن هذا البرنامج ينطلق من اعتبارات اقتصادية.. معتبراً أن المحطات النووية لتوليد الكهرباء باتت خياراً ضرورياً.. وقال "إن مصر تمضي في الدراسات التنفيذية لبرنامجها النووي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ترتبط معها باتفاق ضمان شامل وتعاون شفاف". وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد التقى أمس الإثنين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي وذلك في إطار زيارته الحالية إلى مصر التي تتناول التعاون بين الجانبين في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. ولم يدل البرادعي عقب الاجتماع بأي تصريح غير أنه كان قد أكد الليلة قبل الماضية عقب لقائه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أنه "لا يوجد تعارض بين اتجاهات الوكالة وبين البرنامج المصري لاستخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية". ولفت في هذا الاطار إلى أهمية أن تكون جميع المعلومات متاحة لدى أية دولة عندما تتخذ قراراً بالمضي في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية بحيث تكون هناك دراسة جدية للنواحي الاقتصادية والبيئية ونواحي الأمن وغيرها. وقال البرادعي "إن مصر ستحتاج إلى مثل هذه الطاقة النووية في الاستخدامات السلمية لأن موارد الغاز والبترول لديها محدودة".. لافتاً إلى أن برنامج مصر السلمي سيخضع لضمانات الوكالة وبالتالي لا يجب أن يكون هناك أي تخوف من البرنامج المصري أو أي برنامج في المنطقة العربية. وكان البرادعي قد وصل يوم الجمعة الماضي إلى القاهرة قادماً من فيينا في زيارة إلى مصر تستمر اسبوعاً لإجراء مباحثات مع عدد من المسؤولين تتناول امكانيات التعاون بين الجانبين.