حفلت ورشة العمل التي اقامتها جماعة الترجمة بأدبي الشرقية بنقاش واسع ومستفيض حول آليات الترجمة ومفاهيمها ونقل المضامين والمعاني من لغة أخرى وذلك عبر ترجمة مجموعة من النصوص الشعرية لشعراء من انجلترا وايرلندا شارك في الورشة مجموعة من الرجال والسيدات (عبر الدائرة المغلقة) وقام بعملية الترجمة ممدوح القديحي وخالد بارشيد وقاسم حمود قاسم والدكتورة اقبال خضر وشارك في النقاش رئيس لجنة الترجمة، والدكتورة صباح العيسوي عضو لجنة الترجمة واحمد سماحة منسق اللجنة.. وجبرالله عمر الأمين المترجم والصحفي. وقد استهل د. الشويخات الفعالية بكلمة عن جدوى الترجمة واهميتها اكد فيها على ان الترجمة عملية تحدث يوميا حتى داخل اللغة الواحدة وهي فهم وتفسير وتأويل.. وأنها ليس مرة واحدة وكفى خاصة في مجال ترجمة الأدب وقدم أمثلة لترجمات الإلياذة وأعمال شكسبير وقال الشويخات ان الكلمات في اللغة تتسع وتضيق دلاليا من زمن إلى اخر وان التصرف حادث في الترجمة بالضرورة و ان أفضل طريقة لمقاربة قضايا الترجمة انغماس الانسان في الترجمة، وعن النصوص المختارة قال: حاولت ان أقدم هذه النصوص في سياقها.. واخترت ستة مقاطع لستة شعراء من القرن العشرين وسنناقش منها نصين ويستكمل الباقي في الفعاليات المقبلة. بعد كلمة د. الشويخات تحدث المشاركون عن أهمية الترجمة وعن طريقة كل منهم في عملية الترجمة التي قام بها ومنها استلهام المعنى والتكثيف ومحاولة الإحاطة بعناصر النص . وكان النص الأول للشاعر "وليم بيتس" قدمه بارشيد وقاسم والقديحي وخضر كل برؤية خاصة تقاربت أحيانا مع رؤية الآخرين وابتعدت عنها أحيانا أخرى . وفي تعليقه على الترجمة أشار د. الشويخات إلى جودة الترجمات وان اختلفت المعاني عند كل شاعر، وقال جبر الله الأمين ان ترجمة الشعر من الأمور الصعبه وهي لا تستقيم الا لشاعر وحول ما طرح من ترجمات قال: قاسم اتبع أسلوباً نثرياً والآخرون حاولوا الترجمة بأبيات شعرية، وان كل مترجم رأى فيها رؤية مغايرة للآخر، وفي تعليقها قالت د. صباح عيسوي ليس بالضرورة ان تكون الترجمة في قالب مطبوع وأضافت: هناك اختلاف في الترجمات فترجمة بارشيد خرجت عن المعنى وترجمة القديحي بها معان مضافة اما ترجمة قاسم فهي حرفية وبها غموض وترجمة د. اقبال جمعت شطرين في جملة واحدة وهي جيدة ولكن هناك معنى مضافاً في كلمة (متوازنة). وقدم د. الشويخات ترجمته للنص من كتابه عن الأدب الانجليزي الذي ترجمه عام 1990وقارن بينها وبين الترجمات التي قدمت واتفق الجميع على ان ترجمة واحدة مسألة صعبة، وقال سماحة ان استلهام روح النص وفهم الحالة الشعورية للنص مهمة وقد اقترب منها الجميع. كان النص الثاني "لتوماس هاردي" واتبعت في مناقشة الترجمات المقدمة نفس الطريقة التي اتبعت في تناول النص الأول. فقد تحدث كل مترجم عن فهمه للنص وكيف تناوله فقال بارشيد انه حاول التعبير بأقل عدد من الكلمات واختيار اللفظة المناسبة، وقال القديحي انه استلهم روح النص بينما آثر قاسم ان يترجم النص نثرا. وتناول جبر الله الترجمات وأشار سماحة إلى ان نص هاردي به مشهدية وهو رغم قصره يبدو كقصة قصيرة لها بداية ونهاية وتشكل حدثا. وقالت د. صباح ان مالفت انتباهها هو اتباع كل مترجم نفس الأسلوب في الترجمة رغم اختلاف النصين. وقال د. الشويخات ان الشعر يلمح ولا يصرح وأن الترجمات جيدة ولكن هناك استطرادات كان يجب اختزالها.. وتحدث سماحة عن عالم النص عند توماس هاردي بعدها انتهت الأمسية لتستكمل المناقشة في فعاليات قادمة