بالنسبة لإسحاق خان خاكواني العضو في البرلمان الباكستاني فإنه كلما أسرع الناس لرؤيته خارج المنصب كلما كان ذلك أفضل. ويصف خاكواني البالغ من العمر ثمانية وخمسين عاماً نفسه والمشرعين الآخرين بأنهم سماسرة بين الشعب والأيدي الباطشة للدولة من أمثال ضباط الشرطة وجابيي الضرائب وهو نظام موروث من الحكم البريطاني والذي يعمل فيه السياسيون من العائلات القوية كوسطاء يستخدمون في كثير من الأوقات طرقا ملتوية مثل الابتزاز والاعتقالات الزائفة للحصول على رشاوى مقابل خدماتهم. وقال خاكواني والذي عركت أسرته السياسة في إقليم البنجاب طيلة خمسة وأربعين سنة في مقابلة أجريت معه مؤخراً أنه كان يتعين تحقيق حماية الناس بحكم القانون وأن يتم إقامة العدالة بينهم بدون مساعدة أشخاص مثلي مضيفاً أنه إذا منح الناس العدالة فإن أشخاصاً من أمثالي سوف تنصلح مسيرتهم أيضاً. وفي الوقت الذي تتأهب فيه باكستان لإجراء انتخابات مرتقبة فإن محللين سياسيين يقولون بأن النظام الإقطاعي السياسي في البلاد القائم على العصبية القبلية والسلالة الأسرية والرموز الشخصية قد أعاق من تقدم الديمقراطية حيث أن مقاعد عديدة في المجلس الوطني يتم الاحتفاظ بها لعوائل معينة لأجيال كثيرة كما أن الحكام العسكريين دائماً ما يتخذون الفوضى والاضطراب السياسي في البلاد ذريعة للاستيلاء على السلطة كما أوضح المحللون. وكذلك قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة لاهور - الذي تعرض للاعتقال العام الماضي من قبل حكومة الرئيس برويز مشرف لصراحته وآرائه العلنية - بأنه لا يوجد أمل في الأحزاب السياسية الحالية لأنها غير ملتزمة بخدمة الشعب فضلاً عن أنها تقوم على شخصيات تقليدية بل ان هذه الأحزاب تفتقر للديمقراطية في داخلها ولديها زعامة بائسة مضيفاً أن الطبقة الحاكمة في باكستان فقدت شعورها الإنساني وتوازنها ولا تعطي وإنما تأخذ على الدوام فقط. ويمكن القول بأن النظام الانتخابي الباكستاني لم ينجب طيلة العشرين سنة الماضية سوى رمزين وطنيين فقط هما رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو من إقليم السند في جنوب البلاد والتي كانت تتزعم حزب الشعب الباكستاني حتى وقت اغتيالها في السابع والعشرين من ديسمبر الماضي خلال حملة انتخابية لها بالإضافة إلى منافسها اللدود نواز شريفي زعيم فرع من حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية. ويقول محللون سياسيون كثيرون وسياسيون وآخرون بأن بوتو وشريف اللذين شغلا منصب رئيس الوزراء مرتين يقع على عاتقهما مقدار كبير من مسؤولية الاساءة للديمقراطية من خلال استغلال فترة حكمهما وحزبيهما السياسيين في إثراء أنفسهما وعوائلهما ومعاقبة كل منافسيهما بل إنهما حتى عندما كانا يعيشان في المنفى حرصا على اتباع سياسات تضمن عدم ظهور زعيم شعبي في حزبيهما يمكن أن يمثل تحدياً لهما لأنهما يعتبران أنفسهما زعماء مدى الحياة حسبما قال دبلوماسي غربي اشترط عدم الإفصاح عن هويته. ويعتقد بعض المحللين بأن مقتل بنظير بوتو منح فرصة لحزب الشعب الباكستاني للتحول لأكبر حزب ديمقراطي في البلاد غير أن القائمين على الحزب ضيعوا الفرصة وعادوا أدراجهم لنفس سياسات الحزب الحمقاء التي تقوم على السلالة الأسرية. @ (واشنطن بوست)