من يشبه بوتين ويتحدث ويتحرك مثله.. لكنه ليس بوتين؟. انه ديمتري ميدفيديف الرجل الذي اختاره بوتين لخلافته رئيسا للبلاد. وبنى ميدفيديف ( 42عاما) حملته الانتخابية على اساس مواصلة سياسات معلمه ذات الشعبية الكبيرة لكن متابعة الحملة الانتخابية استعدادا لانتخابات الرئاسة الروسية التي تجري في مارس (اذار) المقبل لا تترك مجالا للخطأ بشأن من يدير دفة الامور. فحين زار الاثنان بلدة بينزا على بعد 700كيلومتر شرقي موسكو في الاسبوع الماضي لافتتاح مستشفى جديد تبع ميدفيديف بوتين كظله في كل خطوة. وطلب بوتين من المسؤولين المحليين ايجاد وسيلة افضل لشراء المعدات وأضاف "اريد ان يشارك الوزراء وربما انت يا ديمتري اناتوليفيتش في الامر." واطاع ميدفيديف الذي كان يسجل كل كلمة يقولها بوتين الأمر وبدأ يدون ملاحظات. ورغم اختلاف خلفية كل منهما فان مديفيديف المحامي يقلد كثيرا عادات رئيسه رئيس جهاز المخابرت السابق. وينطبق ذلك على كيفية وضعه يديه على المائدة أو التأكيد على الكلمات المهمة في خطبه. وفي بينزا مشى بخطوات سريعة وجادة مثل بوتين ( 52عاما) الحائز على الحزام الاسود في رياضة الجودو. والاثنان ليسا بالطويلين فميدفيديف اقصر بضعة سنتيمترات من بوتين ( 170سنتمترا) وربما عليه ان يتعلم من بوتين كيفية الظهور في المناسبات العامة. ولا يزال ميدفيديف الذي كثيرا ما تفضحه قسمات وجهه يفتقر للتحكم في الذات الذي اشتهر به بوتين صاحب الوجه الجامد. ففي بلغاريا إلى حيث اصطحبه بوتين قبل اسبوعين احمر وجهه خجلا حين تحولت عشرات الكاميرات اليه بعدما اقترب من بوتين ليهمس في اذنه. وبعد ثمانية اعوام في منصب الرئيس لا يقلق بوتين القاء كلمات امام تجمعات ضخمة وهو امر نادر الحدوث بالنسبة لميدفيديف. ويفضل الاخير التجمعات الصغيرة مع المهنيين او مناسبات عامة معدة بعناية حيث نادرا ما تطرأ امور غير متوقعة. وربما يتغير ذلك بمرور الوقت ففي عام 2000لم يكن بوتين بالزعيم المتزن المسيطر على اعصابه وكثيرا ما استشاط غضبا حين يوجه اليه سؤال حساس عن الحرب ضد المتمردين في الشيشان. وعلى اية حال لا تبدو صورة ميدفيديف العامة مهمة كثيرا في الانتخابات. وتشير استطلاعات الرأي إلى ان نصف الروس كانوا مستعدين في العام الماضي للتصويت لمن يسانده بوتين ويتجاوز مستوى التأييد لميدفيديف 60في المئة بالفعل. ويقول محللون ان اسعاد بوتين على رأس اولويات ميدفيديف وليس ارضاء الناخبين. واوضح الرئيس الحالي انه ينوي الاحتفاظ بنفوذه السياسي بتوليه منصب رئيس الوزراء عقب مغادرته الكرملين. لذا يتعين على ميدفيديف ان يوازن بدقة بين الولاء لرئيسه وتقديم نفسه كزعيم محتمل متمكن لدولة يقطنها 140مليون نسمة. وصورة التكنوقراطي الهادئ مثالية في هذا الاطار. وعلى عكس حلفاء آخرين مقربين من بوتين ترددت اسماؤهم كخلفاء محتملين لبوتين لم يسبق ان عرض ميدفيديف افكاره السياسية او ادلى بأي بيانات مهمة. وخبرة ميدفيديف القانونية تعني انه متحدث كفء ويبدي خفة ظل من آن لآخر. ولا تنشر على الانترنت اي مزحات تسخر من ميدفيديف تقريبا وهى دلالة مؤكدة على شعبيته في روسيا مقارنة بالمئات من المزحات عن بوتين. وحتى الآن تفتقر حملته للمسات شخصية ابداها بوتين فقد توجه الزخير في منتصف ليلة الاحتفال بالالفية الجديدة إلى الشيشان وقام بتوزيع مدي على الجنود وقاد طائرات نفاثة اسرع من الصوت وكاد يفقد حراسه عقولهم بالسفر على متن غواصة نووية. ومن ناحية اخرى فان رحلات ميدفيديف الاقليمية ذات طابع جاد تهدف لتصوير زعيم بدأ يقوم بمهامه بالفعل ولا ينقصه سوى ان ينتخب. وتصف المتحدثة باسمه جانا اودينتسوفا رحلاته قائلة "لا يقوم ديمتري اناتوليفيتش بحملات انتخابية.. انه يعمل."