عودة أخرى للتلفزيون السعودي ولكن من بوابته الثانية هذه المرة. دعونا نتساءل بصراحة وشفافية بالغة، من يشاهد القناة الثانية السعودية؟ لمن يتم إعداد وتقديم وبث كل هذه الساعات من البرامج باللغة الانجليزية والفرنسية أحيانا؟ ربما كان هذا الوضع مفهوماً قبل عشرين أو ثلاثين عاماً حين كانت الخيارات محدودة ونسخ الصحف الأجنبية لا تصل للمملكة إلا بعد يومين من صدورها. لكن اليوم وفي عصر الانترنت والفضاء المفتوح والاتصال المباشر تصبح إعادة النظر في جدوى كثير من الأوضاع السابقة أمراً حتمياً خاصة في مجال يتسارع بوتيرة مخيفة من حولنا كالإعلام والاتصال. ولكن ما مناسبة كتابة هذا المقال الآن؟ ما دفعني لذلك هو حجم التطوير الملحوظ على القناة الثانية في السنتين الأخيرتين. وهذا التطوير وإن كان ملحوظاً ومشكوراً من حيث كونه تطويراً إلا انه في اعتقادي الشخصي يسير في الاتجاه الخاطئ! وما يثير التعجب أكثر أن ضخ الدماء الشابة -المتعاونة غالباً- والبرامج الجديدة ذات الأفكار المختلفة نسبياً عن النمطي في القناة الأولى كله يتم عبر اللغة الانجليزية وكأنه ترسيخ لمبدأ أن التطور مربوط باللغة الأجنبية!. الانفتاح على الآخر والتواصل معه مبدأ مهم وجميل ومميز حين نتقنه، وحتى ذلك الحين أقترح توجيه هذه القناة بكادرها الشاب الموجود حالياً إلى قناة شبابية ثقافية سعودية تعنى بالشأن الثقافي والاجتماعي المحلي بإيقاع إعلامي خفيف يسير دون جدية الإخبارية -المفترضة- أو رسمية الأولى الثقيلة. تساؤل أخير لم أستطع حبسه: هل تعتقد إدارة القناة الثانية أو التلفزيون السعودي ككل أن هناك أجنبياً واحداً على الأقل -باستثناء من يعمل في إعداد أرشفة تاريخية للفن السعودي- يحرص على متابعة المسلسلات السعودية والخليجية المدبلجة للغة الانجليزية التي تعرض على شاشة القناة الثانية؟ ألا يكفي هدر إنتاجها من الأساس؟.!