مرورا بنسب المتنبي، وتنقلاته في بلاد الشام، وبزوغ فجر شاعريته، وصولا إلى أول المشوار، والحل والترحال في أقاليم الشام، ومنها إلى مصر، مرتحلا مع الحسد، والحاسدين، وحالا برفقة نعيب المكائد، والوشاة، والحاقدين... الذين لم يجدوا بدا من جعل أبي الطيب نبيا، رحلة من الشام إلى الشام عشق المتنبي، التي ولد فيها شاعرا، ومات فيها أشعر الشعراء، إلى يومنا هذا ودع كل صوت غير صوتي فإنني أنا الطائر المحكي والآخر الصدى هذا مما جاء إجابة على سؤال: من هو المتنبي؟ في (35) صفحة من الحجم المتوسط، كفصل أول، من كتاب بعنوان: (المتنبي في خيمة النساء) مؤلف ضم (222) صفحة، من تأليف أستاذة الأدب القديم - قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، ا. د: نورة صالح الشملان، أما الفصل الثاني، فعن المتنبي والمرأة، تلاه الثالث عن: المرأة في غزل المتنبي، ثم أوردت المؤلفة، مختارات من أشعار المتنبي، فاختارت عشرين قصيدة لأبي محسد، حيث يسبق كل قصيدة، مناسبتها، التي كانت تحاول ا. د الشملان أن تستقصي في عجالة، بعض ما يتعلق ببعض مناسبات القصائد، المختلف في قائلها، وقد عمدت المؤلفة في تناول القصائد، من خلال: ذكر مناسبة القصيدة، فالقصيدة، التي كانت ترافقها في حواشيها معاني الكلمات. فصل المرأة في مراثي المتنبي، مرت به د. نورة من خلال استعراض موجز، عن خمس قصائد جاءت في غرض الرثاء، والتي رثا بها المتنبي جدته، و أم سيف الدولة، وخولة أخت سيف الدولة، وعمه عضد الدولة، حيث تناولت الشملان، بعض الأبيات التي تبين أسلوب المتنبي في مراثيه، التي يجعل الفروع فيها متفوقة على أصولها. قد كان كل حجاب دون رؤيتها فما قنعت لها يا ارض بالحجب ولا رأيت عيون الإنس تدركها فهل حسدت عليها أعين البشر؟! كل من يفهم رحلة الأسطورة، أحمد بن الحسين، فقد عرفها رحلة بين السيف، والقلم، تخلق على أديم الصحراء فارسا، وعلى صفحات البلاط شاعرا، وفي سجل الأيام ذاتية، لم تعرف الهدوء، لأنها تمتطي صهوة العاصفة ،كيفما كان المسير...إلا أن المؤلفة تناولت المتنبي المتمرد الثائر في فصل: (المرأة في غزل المتنبي) بفهم قائلة: (لم يخصص المتنبي قصائد مستقلة في الغزل، لقد قال في الغزل حوالي سبع مئة بيت... ولا يعنينا في هذا المقام، البحث عن مطابقة الواقع التاريخي للشاعر، على هذا الغزل، ولكن يعنينا مدى إجادة الشاعر لهذا الفن) وهذا ما يجده أغلب النقاد عند فارس الشعراء، شاعر مجيد للغزل، على أنهم حرموا على قلب أبي الطيب عشق النساء، لكونه لم يرتبط بامرأة على الرغم ممن يربط بينه وبين أخت سيف الدولة، وبين أبي محسد و عائشة بنت رشدين في مصر، وفي مجمل هذا الفصل، حضر المتنبي، مجيدا لغرض الغزل، واصفا لجمال المرأة مشكلا بين البيئة تارة، ومشاعر الشاعر تارة أخرى، غزل يرضي العقل لا القلب، غزل يوحي بأن المرأة قد لا تكون موجودة، في عاصفة ثائرة، ليل نهار، مما يجعل الدنيا هي المرأة، غزل وعر لكونه يسلك وعورة الطموح، ووعورة مطالع المتنبي ومقدمات قصائده. وعذلت أهل العشق حتى ذقته فعجبت، كيف يموت من لا يعشق؟! هكذا جاء المتنبي في خيمة النساء، عند د. نورة الشملان، التي استطاعت أن تقدم كتابا، اتسم بوضوح الأفكار، وبساطة الأسلوب، وحسن العرض، وتنوع التناول لأراء النقاد، القدماء منهم، و المعاصرين، ما اتفق منها، وما تضارب، بأسلوب موجز، وعرض بين، اتضحت فيه قدرة الشملان على تقديم المتنبي في خيمة النساء لكل من أراد من طلاب المعرفة، أن يجالس المتنبي نهارا، أو يسامره ليلا.