كانت الاسواق الشعبية تتميز بطابع خاص في القديم تتوافد القبائل لتعرض كل مشاكلها في يوم السوق على ايدي اشخاص محكمين يختارهم شيخ القبيلة الذين يطلق عليهم اليوم اصلاح ذات البين يتولون حل هذه الخلافات سواء كانت فردية او جماعية حقوقية او زوجية إلى جانب عرض جميع الصناعات المحلية والأواني الفخارية والتراثية. من الأسواق المشهورة في القنفذة سوق ثلاثاء يبة بمركز القوز وهو من الأسواق العريقة يعود تاريخه إلى قرن من الزمان تقريبا لم يكن السوق لعرض السلع فحسب بل كان من اكبر التجمعات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وملتقى الباعة والمشترين وملتقى الشعراء وموقع لعقد الصفقات ومجالس المشورة وكان ايضاً لتلقي الاخبار من مختلف مصادرها فهناك من يقطع الفيافي وصولا الى هذا السوق لمعرفة أخبار الناس والأمطار التي هطلت استعداداً لموسم الرعي في ذلك الزمان وكذلك الدعوة لحضور المناسبات والاعلان عن الاعياد والمفقودات وحجج الاستحكام من خلال شخص بأجر رمزي في هذه الاسواق الشعبية تصل ذروة حركة البيع والشراء فيها من آخر النهار الى ما بعد صلاة المغرب اما هذه الايام فإن التسوق ينتهي في فترة الظهيرة من نفس اليوم ولأن سوق ثلاثاء يبة من المعالم المترسخة في ذاكرة أبناء المنطقة فإن هناك الكثيرين يحفظون تاريخه كانت ساحات السوق تشهد في الماضي جلسات صُلح بين المتخاصمين وإصلاح ذات البين وحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وكان للسوق ضوابط تسويقية وحماية ولم يكن الشعر غائباً كان الشعراء ينطلقون نحو الشهرة وكانوا يتسامرون في الليلة التي هي قبل يوم السوق يتناقلون التهاني والتعازي الخاصة بالعشائر والقبائل والإفراد فكم من قضايا اجتماعيه تم حلها داخل أروقة السو ق الذي تعرض فيه كل متطلبات المتسوق والزائر والسائح والباحث عن الأشياء النادرة والتراثية وكان للنساء حضور في ذلك الوقت من خلال عرض المشغولات اليدوية والفخارية. توقف السوق وأندثر 30عاماً ثم عادت إليه الحياه في عام 1414ه. "الرياض" تجولت في سوق ثلاثاء يبة حيث تعرض أدوات شعبية وتراثية وأصناف الفاكهة والخضروات ويطالب محمد حسين عراك الذي يقدم إلى السوق من منطقة جازان لبيع البهارات بتحسين وضع السوق ووضع جلسات مخصصة للباعة بدلاً من البسطة في العراء وأضاف أحمد عمر الدرهمي يقدم من مركز حلي لبيع العطورات والبخور نطالب بتحسين السوق الذي يتجمع فيه الكثير من المواطنين لشراء مستلزماتهم المنزلية. وأما علي محمد الزيلعي فيقول السوق فيه حركة شراء وبيع جيدة ونقدم من قرى بعيدة للبيع في هذا السوق الشهير. وأما بائع الفواكه إبراهيم احمد القوزي فيقول في ايام الحر والصيف نعاني كثيراً من الجلوس في السوق لعدم وجود مايقينا من أشعة الشمس ولهيب الحرارة. ويقول شامي الصلبي بائع المزروعات العطرية نتمنى من البلدية تحسين وضع السوق ليجذب الزوار أكثر من هذا المنظر الذي لايجذب إلا المتسوق فقط. وتوجد في السوق جلسات لبائعات المأكولات الشعبية السمك وقرص القمح (الخمير) والذي يجذب العديد من محبي هذه الأكلة من خارج وداخل محافظة القنفذة فيقطع بعض الأشخاص مسافة 300كم من أجل اكل هذه الوجبة مع مجموعة من زملائه في سوق ثلاثاء يبة. وأما حمزه الشاردي فيقول نطالب البلدية بتحسين وتجميل السوق بشكل افضل ليبقى ملتقى تراثيا سياحيا أسبوعيا.