قال مسؤول بارز من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس السبت إن الحركة ستغلق حدود قطاع غزة مع مصر بالتعاون مع القاهرة. وأضاف محمود الزهار للصحفيين أثناء عودته لغزة بعد محادثات في القاهرة إن حماس ستعمل على إغلاق الحدود بين قطاع غزة ومصر مضيفاً أن حماس ستستعيد السيطرة على هذه الحدود بالتعاون مع مصر وبشكل تدريجي. على صعيد آخر، وافقت السلطات المصرية على سفر نحو ألفي فلسطيني، عبروا إلى الأراضي المصرية عقب فتح الحدود مع غزة، للخارج عبر مطار القاهرة الدولي. وأشارت مصادر مصرية أن نحو ألفي فلسطيني من الطلبة الملتحقين بالجامعات العربية والأوروبية ومن العاملين وحاملي الإقامات بالخارج، طلبوا خلال الأيام الماضية السماح لهم بمغادرة مصر إلى أعمالهم والبلدان التي يقيمون فيها بالخارج. وقالت المصادر ان السلطات في مصر بدأت بالفعل في حصر أسمائهم في قوائم بإدارة الجوازات بمديرية شمال سينماء وختم جوازات سفرهم ليتسنى لهم المغادرة من مطار القاهرة الدولي، بدلاً من المعابر الإسرائيلية التي كانوا يواجهون فيها إجراءات أمنية قاسية. في غضون ذلك أكد تقرير حديث لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأراضي الفلسطينية "أوتشا" التابع للأمم المتحدة أنه بالرغم من أن فتح الحدود المصرية مع قطاع غزة والسماح للفلسطينيين بشراء احتياجاتهم خفف من الوضع الانساني المتدهور في القطاع الا أن نحو 5ر 1مليون من سكان غزة مازالوا يعتمدون على (إسرائيل) للحصول على المواد الغذائية. ولفت التقرير، الذي وزعه المكتب الإعلامي للأمم المتحدةبالقاهرة الجمعة، أن برنامج الغذاء العالمي أشار إلي عدم وجود دقيق الخبز بالقطاع لأن التجار يقومون بتخزينه خوفا من تعرضهم لضغط بعدم زيادة أسعاره وتوقعهم باغلاق الحدود مع مصر. وأشار التقرير الى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الانروا" وفرت نحو 500ر 6لتر من الوقود لمستشفي شيفا و500ر 3لتر للمستشفى الأوربي بغزة وألفي لتر لمستشفى أصدقاء المرضى بالإضافة إلى 500ر 112لتر للمحليات و مجالس إدارة الصرف الصحي بغزة. وأكد التقرير أن هيئة المياه بقطاع غزة ووحدة مياه المحليات لم تحصل علي أي امدادات للوقود هذا الأسبوع بسبب اضراب الموزعين مما نتج عنه توقف عمل محطات معالجة الصرف الصحي الثلاث بغزة. على صعيد متصل.. حذر المشاركون في ندوة "حصار غزة بين القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان والشريعة الإسلامية" التي نظمتها نقابة المحامين المصرية ،بمشاركة العديد من الخبراء السياسيين وخبراء القانون الدولي، من أن ما يحدث في فلسطين الآن يمثل تهديدا صريحا للأمن القومي المصري وانتهاكا واضحا للقانون الدولي الذي أصبح يستخدم بطريقة انتقائية بعد أن أهدرت مبادئه على يد الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدةالأمريكية. وأشاروا الى أن ما يحدث في غزة الآن لم يحدث في التاريخ من قبل، وأن حصار الفلسطينيين وفصلهم عن العالم من حولهم ومنع مرور الطعام والشراب إليهم يعتبر جريمة كبيرة في حق العالم بأسره. من جانب آخر، كشفت مصادر مسؤولة في القاهرة عن موامرة اسرائيلية جديدة على مصر تستهدف تفريغ غزة من سكانها والعمل على نزوح اكبر عدد من اهلها الى مصر بكل الوسائل المعلنة وغير المعلنة. كما تتضمن الترويج لفكرة انشاء عدة مخيمات او مخيم ضخم للنازحين من غزة في العريش يكون له هدف مؤقت في المرحلة الأولى تحت مسمى تقديم العون والمساعدات لهم ويتحول بعد ذلك الى مخيم دائم يأخذ طابع التوطين. واشارت المصادر السياسية المصرية وفق تقرير نشرته صحيفة (الحقيقة) الأردنية أمس الى ان هذه الخطة تم وضعها في عدة دوائر اسرائيلية وبدأ السعي لتنفيذها حيث كشفت الأحداث الأخيرة عن عدة دلالات ووقائع في هذا السياق.من جانبهم اكد مسؤولون ان مصر حريصة على علاقتها مع جميع التيارات والفصائل الفلسطينية دون تفرقة ولا تدخر جهدا في الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية والسعي لتوفير مقومات الحياة الكريمة لأهالي غزة وعدم تجويع شعبها. ومن جانبهم طالب خبراء استراتيجيون بضرورة زيادة القوات المصرية في سيناء لحماية تراب مصر من أي محاولات للعبث به وان هذه القوات غير موجهة للفلسطينيين ولكنها ستقف في وجه أي محاولة للنيل من سيادة مصر والدفاع عن ارضها ضد أي مؤامرة. وكانت عدة صحف قد نشرت معلومات تحليلية لمخطط توطين فلسطينييغزة في سيناء المصرية مدعمة بالكثير من الشواهد والدلالات التي تثب يقينا هذه المؤامرة الصهيونية التي تنفذ بايعاز وموافقة امريكية. وكانت احدى الصحف الألمانية اكدت امس الأول ان اسرائيل بصدد تهجير سكان قطاع غزة لكي يسهل عليها استغلال الغاز الطبيعي الموجود بكميات هائلة جدا في أراضي قطاع غزة.