ارتفعت حصيلة القتلى بالرصاص في الاحداث الدامية التي جرت الاحد في ضاحية بيروت الجنوبية بين الجيش ومتظاهرين الى سبعة قتلى من الطائفة الشيعية بعد وفاة احد الجرحى، كما افاد الاربعاء مصدر عسكري. واوضح المصدر ان مسعفا توفي مساء الثلاثاء في المستشفى متأثرا بجروح اصيب بها الاحد. وكانت المصادر العسكرية اكدت وقوع ستة قتلى، نعى حزب الله اثنين منهم ونعت امل اثنين آخرين، ونحو 29جريحا خلال قمع اعمال شغب وقطع طرقات احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي. واكد المصدر نفسه وجود "موقوفين" يجري التحقيق معهم بدون ان يحدد عددهم. وقال ان "عمليات التحقيق جارية". وقال النائب عن حزب الله حسن فضل الله الاثنين لوكالة فرانس برس وجود "احتقان كبير في الشارع". واضاف ان الحديث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقائد الجيش العماد ميشال سليمان خلال لقائهما الاثنين "كان صريحا وواضحا على ضرورة اجراء تحقيق جدي وصريح وتقديم النتائج الى الرأي العام". وتتهم المعارضة الجيش بالافراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين كما يتهم حزب الله عناصر من القوات اللبنانية المسيحية (من الاكثرية) باستهداف المتظاهرين "قنصا" وهو ما تنفيه القوات التي تركت الامر للتحقيق بيد الجيش. ووقعت احداث الاحد في منطقة حساسة بين منطقة الشياح الشيعية وعين الرمانة المسيحية المواجهة والتي شكلت اول خط تماس في الحرب الاهلية (1975-1990). وتدخل الجيش مرات عدة في الاسابيع الاخيرة لفتح طرق اغلقها متظاهرون احتجاجا على الاوضاع المعيشية مشددا على انه لن يسمح باعمال تخل بالامن. وتتهم الغالبية المعارضة باستخدام التظاهرات لاغراض سياسية، لكن المعارضة تنفي لجوءها الى هذا الاسلوب في بلد يغرق منذ اكثر من سنة في ازمة سياسية خطيرة تفاقمت مع شغور سدة الرئاسة منذ 24تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. من جهة أخرى، أكد وزير الإعلام السوري محسن بلال أن بلاده مرتاحة للبيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ الذي عقد في القاهرة الأحد الماضي وما ورد فيه بشأن الأزمة اللبنانية وأشار في مؤتمره الصحفي الأسبوعي إلى أن سورية تأمل أن يشكل البيان أساسا ومنطلقا يفضي إلى الحل والتوافق بين اللبنانيين ، مشددا على أن الشعب اللبناني وحده مخول بالأرقام وتوزيع نسب الحكومة وقال" إن سورية ستبذل كل جهد مخلص لأنقاذ لبنان" منوها في الوقت نفسه إلى أن الحل في لبنان يحتاج إلى مساهمة كل الدول العربية ومطالبا بعدم استعمال لبنان في المشروع الأمريكي الإسرائيلي. وكان الوزراء العرب في اجتماعهم بالقاهرة سحبوا تفسير موسى للخطة العربية كما امتنعوا عن تفسير الخطة الخاصة بالحل في لبنان. وخاصة فيما يتعلق بتوزيع الحقائب الوزارية بين الموالاة والمعارضة ورئيس الجمهورية في حكومة الوحدة الوطنية. و رأى بلال أن التزام الوزراء العرب في إعادة تأكيدهم على الخطة العربية لإنهاء الأزمة اللبنانية مؤشر على اعتبارهم الاستقرار في لبنان مسؤولية عربية. كما أدان الوزير السوري عمليات القنص التي شهدتها بيروت واستهدفت "محتجين على أمور مطلبية حياتية"، معتبرا أن "هذه العمليات هي تصعيد وأمر مؤسف"، واعتبر أن الاتهامات التي توجه لسورية من فريق 14آذار في لبنان "هي محاولة لضرب أي نقاء في العلاقات بين البلدين". وفيما يتعلق بالقمة العربية أكد بلال أن بلاده ترحب بعقده القمة في دمشق 29آذار المقبل وأوضح أن سورية ترى في القمة محطة هامة لرأب الصدع العربي وتثبيت التضامن العربي ودفع المبادرة العربية للسلام التي أعلنت في بيروت وتم التأكيد عليها في الرياض نحو التنفيذ وفق قرارات الشرعية الدولية. كما تطرق الوزير السوري إلى الأوضاع التي يعاني منها الشعب الفلسطيني مؤكدا أن سورية تستنكر العدوان الإسرائيلي وتطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإجبارها على فتح المعابر ورفع الحصار وقال إن سورية تؤكد على أهمية التلازم بين المساعي المبذولة لفك الحصار، والجهود الهادفة لإعادة الاعتبار للوحدة الوطنية الفلسطينية كخط دفاع أول عن الحقوق والقضية والتأكيد على الرفض القاطع لكل محاولات الفصل الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.