وصل وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برئاسة القيادي محمود الزهار إلى مصر أمس معبر رفح الحدودي للمشاركة في حوارات جديدة ترعاها القاهرة. فيما وصل بشكل منفصل رئيس السلطة محمود عباس والتقى الرئيس المصري حسني مبارك. وسينضم وفد الداخل بقيادة الزهار إلى وفد من الخارج يرأسه رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الذي زار المملكة مؤخراً. وكانت مصادر مطلعة قالت "إن الدكتور الزهار سيرأس وفد حركته في الداخل، لحوار القاهرة، بعد أن وجهت لهم دعوة رسمية من القيادة المصرية. وأكدت المصادر أن وفد الحركة في الداخل يتكون من أربعة قيادات بارزة في الحركة، هم الدكتور الزهار رئيسا، وعضوية كل من وزير الداخلية السابق النائب سعيد صيام، ووزير الاقتصاد المهندس زياد الظاظا، والقيادي جمال أبو هاشم. واكد الدكتور الزهار في تصريح للصحافيين، لدى مغادرته أن زيارة وفد (حماس) إلى مصر يأتي من اجل بحث موضوع الحصار المفروض على قطاع غزة وفتح المعابر، مشدداً على ان معبر رفح "يجب ان يكون تحت سيطرة فلسطينية مصرية فقط". وقال الزهار: "ان الحصار والمعابر على رأس الملفات التي سيتم طرحها خلال اللقاءات التي ستعقد مع عدد من المسؤولين المصريين". واضاف ان "اللقاءات لن تتمحور حول المعابر فقط بل ستتناول ملف الحصار المفروض على قطاع غزة"، مؤكداً على أن المعبر "يجب ان يكون (معبر رفح) تحت سيطرة فلسطينية مصرية فقط" و"اذا ما اعيد فتح معبر رفح مرة اخرى فلا مبرر لبقاء الحدود مفتوحة بين قطاع غزة ومصر". وأضافت المصادر "أن وفد حماس في الداخل سيلتقي وفد الحركة في الخارج برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، وسيناقشون مع القيادة المصرية مجمل التطورات على الساحة الفلسطينية بما فيها قضية معبر رفح الحدودي". ورفض عباس في تصريح بعد لقائه مبارك أمس اجراء حوار مع (حماس) التي وصفها بأنها "سلطة غير شرعية" - على حد تعبيره -. وقال عباس إنه لا توجد أي سلطة تتمتع بأي قدر من احترام الذات يمكن أن تقبل حوارا مع سلطة قامت بانقلاب. وأضاف انه "تم التطرق إلى اللقاءات التي تمت بينه وبين الإسرائيليين وما تضمنته المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية ونتائجها والتعاون المصري الفلسطيني فيما يتعلق بالرؤية للمفاوضات في المستقبل". وقال عباس: "كما تطرق اللقاء إلى ما حدث في غزة والحصار الإسرائيلي وما وقع من اجتياح للحدود المصرية وموقف الرئيس مبارك فيما يتعلق بمساعدة الفلسطينيين الذين خرجوا من قطاع غزة وتقديم كل ما يلزم لهم وهذا بالتأكيد كان مثار احترام وتقدير من قبل الشعب الفلسطيني". وأضاف: "ولكن في نفس الوقت ندين بكل شدة الاعتداءات التي وقعت على قوات الأمن المصرية وعلى الممتلكات المصرية ولا يجوز أن يكون رد الإحسان بهذا العمل الذي يقوم به هؤلاء المنفلتون". - على حد تعبير عباس -. وأضاف "اننا نحترم مصر ونقدرها ولا نقبل بمثل هذه التصرفات وهناك حديث الآن حول المعابر وهناك دعوة من الجامعة العربية لاستلام المعابر وقد قلنا أننا مستعدون لاستلام المعابر بشرط تطبيق الاتفاقيات الخماسية والتي تمت بيننا وبين مصر وإسرائيل وأمريكا والاتحاد الأوروبي ويمكن بهذا الإطار استلام المعابر. وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم ان "حركة حماس تعتبر ان تصريحات الرئيس محمود عباس في القاهرة باعتباره حركة حماس غير شرعية واصراره على تطبيق الخطة الأمنية الاسرائيلية لادارة المعابر، تؤكد نيته افشال لقاء القاهرة وتحدي الرأي العام الفلسطيني وادارة الظهر لعذابات وآلام وجراح ابناء قطاع غزة". وشددت حركة (حماس) على أن كل المحاولات التي تهدف إلى تجاوز رؤيتها الخاصة بترتيب معبر رفح لن تفلح وستبوء بالفشل. وقال سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة في تصريح صحفي "إن حماس قبلت دعوة الرئيس المصري حسنى مبارك بالعودة إلى الحوار منذ اللحظة الأولى، إلا أن عباس رفض الدعوة". وأضاف "رفض الرئيس عباس للدعوة دفع بجمهورية مصر العربية إلى توجيه دعوة أخرى للحوار ولكن لكل فصيل على حدة، ووافقت (حماس) على الطلب المصري حرصا على مصالح شعبنا". وتابع الناطق باسم حماس "ان هناك ضغوطا أوروبية وإسرائيلية وأمريكية وأطرافا فلسطينية على مصر لإعادة الأمور إلى الخلف والعودة إلى اتفاقية المعبر السابقة التي تعطي الاحتلال الحق في ممارسة ما يشاء على المعبر"، مشيراً إلى أن المعبر في الوقت السابق كان يفتح كل عدة شهور مرة واحدة فقط. واعتبر د.أبو زهري أن اتفاقية المعبر لعام 2005انتهت قانونياً، قائلا: " لا عودة لتلك الاتفاقية الظالمة لأنها كانت جائرة على أبناء شعبنا ولن نسمح على الإطلاق أن تكون هذه الاتفاقية عبئا على أبناء شعبنا". وأوضح أن اتفاقية - 2005والتي منحت الاحتلال حق مراقبة المعبر من خلال كاميرات مراقبة-، كانت بمثابة حكم بالسجن على الفلسطينيين من خلال تشديد الحصار وقتل المرضي ومنع الطلاب من السفر لإكمال تعليمهم. وشدد أبو زهري على ضرورة إعادة تشغيل معبر رفح وفق ترتيبات جديدة تخدم المصالح العليا لأبناء الشعب الفلسطيني وأن يكون المعبر فلسطينيا مصريا بالدرجة الأولى دون تدخل أي قوي خارجية سواء أوروبية أو أمريكية. وحول تصريحات سلام فياض رئيس حكومة رام الله بعدم تدخل حماس بالمعبر، قال أبو زهري: " إن فياض لا يمثل الشعب الفلسطيني وإنما يمثل الاحتلال، وفياض رجل أمريكا الأول، وهو مجرم لأنه قطع مرتبات 20ألف موظف من موظفي السلطة". - على حد تعبيره -. وطالب الدول العربية والإسلامية والحكومات بشكل خاص بعدم استقبال فياض في أي دولة عربية لأنه لا يمثل إلا الاحتلال. وأكد أبو زهري أن لدى حماس أوراقا كثيرة جدا، وحماس لم تستخدم إلا القليل منها -على حد وصفه-، مضيفاً ان المراهنة على إضعافها مجرد وهم. وتابع الأحداث الأخيرة أثبتت أن حماس قوية بفعل التفاف الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي حول خيارات حماس. وثمن أبو زهري مواقف الشعوب العربية والإسلامية في الهبة الجماهيرية التي ساندت الشعب الفلسطيني في فك الحصار الظالم على أبناء الشعب الفلسطيني. في سياق آخر، أعلنت مصادر طبيّة فلسطينية مساء الثلاثاء عن استشهاد مواطنة فلسطينية مريضة بسبب منعها من قِبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مغادرة قطاع غزة لتلقّي العلاج اللازم في الخارج. وذكرت تلك المصادر أنّ المواطنة آمنة حسين المدهون ( 60عاماً) من سكّان مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، انضمّت إلى قافلة الشهداء من المرضى الممنوعين من السفر بعد معاناةٍ مع مرضٍ السرطان. وباستشهادها يرتفع عدد الشهداء من المرضى جرّاء الحصار الإسرائيلي الجائر المفروض على قطاع غزة منذ عدّة أشهر إلى خمسةٍ وثمانين مواطناً. ويتهدّد خطر الموت قائمة كبيرة من المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة، جرّاء عدم تلقّيهم العلاج بسبب عدم توفر الأدوية، ومنعهم من مغادرة القطاع لتلقي العلاج، نتيجة الحصار الإسرائيلي المُشدَّد، وإغلاق كافّة معابر القطاع منذ عدّة أشهر.