سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دليل جيولوجي التعدين "شافنر" يروي ل"الرياض" مسيرة التنقيب عن المعادن بالمملكة قبل 60عاماً الجيولوجيون القدامى أكدوا أن المملكة تختزن كميات هائلة من احتياطيات المعادن
ظل جانب من تاريخ التعدين بالمملكة غير معروف للجميع وبقي قابعا في صدور الرواة ولم يدون رغم أن الثروات المعدنية تعتبر الشريان المغذي لمعظم الصناعات الأساسية والتحويلية في معظم الدول وتاريخ استكشافاته يلعب دوار مهما في تحديد مواقع الرواسب المعدنية ما يسهل على المستثمرين استثمراها. في إحدى الجولات الميدانية على بعض المواقع التعدينية في قرية الأمار بمحافظة القويعية بالرياض التقيت صدفة برئيس مركز الأمار الأستاذ غديف المساعد القحطاني الذي دلني على شيخ تخطى 68عام كان أحد الإدلاء لمستكشفي مواقع التعدين القدامى حيث عمل مع المستكشف دانييل شافنر وهو جيولوجي أمريكي كلفته المديرية العامة للمعادن في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه للتنقيب عن المعادن الثمينة في المملكة وتركزت استكشافاته على أجزاء من المنطقة الوسطى حيث ينتهي الدرع العربي وتقبع الأحزمة التعدينية. ولمزيد من القاء الضوء على تجربة الشيخ مسفر بن مانع المساعد القحطاني في مجال التنقيب عن المعادن جرى الحوار التالي: (الرياض): نريد أن تحدثنا عن بداية عملك في مساعدة مستكشفي المعادن بالمملكة ؟ مسفر: في حوالي 9631ه بدأ الاهتمام من قبل المستكشفين للمعادن النفيسة بالمنطقة الوسطى وفي عام 0731عملت دليلة للمستكشف "شافنر" وهو جيولوجي أمريكي اهتم في المنطقة الوسطى وتركزت بحوثه على موقع الامار وما جاورها من الأحزمة التعدينية. (الرياض): كيف تتم عمليات التنقل بين المواقع ؟ مسفر: كنا نستخدم سيارة من نوع دووج قديم الا أنه في بعض المرات كنا نستخدم الإبل للوصول إلى كثير من المواقع وفي المواقع المبسطة كانت تستعمل السيارات من الأنواع القديمة التي تتعثر في كثير من المواقع نضطر إلى أن نكمل المسيرة سيرا على الأقدام للوصول إلى المناطق الوعرة في ذلك الوقت. (الرياض): ما هي الأدوات التي كان يستخدمها المستكشف للتعرف على مراكز تمعدن المعادن؟ مسفر: كان يستخدم أدوات بدائية الا أن معظم استدلالاته كانت تعتمد على معرفة قطع الصخور التي تنجرف عبر الأودية ثم يقوم بمتابعة تناثرها إلى حيث مصادرها والتي عادة ما تكون في الجبال أو التلال المحيطة بعدها يقوم بفحصها بأدوات انا لا اعرفها. (الرياض): هل لدى المستكشف شافنر بعض الخرائط التي يستدل بها على المواقع التعدينية؟ مسفر: لديه أسماء بعض المواقع مكتوبة بالانجليزي ونحن نقوم بإرشاده إلى هذه المواقع التي بعضها يمتد إلى وادي الدواسر جنوبا والى الدوادمي غربا وكذلك المواقع المحيطة بالامار. (الرياض): كيف تتم عملية التخاطب مع المستكشف "شافنر" وانتم لا تجيدون الانجليزية؟ مسفر:كان يتحدث اللغة العربية ولو انها مكسرة الا انها كانت مفهومة ومع الوقت أصبحنا نتعلم بعض الكلمات الانجليزية وهو يتعلم مزيدا من الكلمات العربية ما ساعدنا على التخاطب والتحدث مع بعضنا. (الرياض): هل تتذكر كم كان الراتب الذي تأخذه لقاء عملك في ذلك الوقت ؟ مسفر: لقد كان يصرف لنا بالجنيه فاذكر انه حوالى 4جنيهات بالشهر. الرياض: على ماذا كانت تقتصر مهمتكم في التنقيب في ذلك الوقت؟ مسفر: كنا أدلاء نرشد المستكشفين إلى المواقع التي بها آثار للمعادن القديمة كما اننا كنا نحرسهم من الاعتداءات وأذكر أننا في الليل كنا نضع الجيولوجي الأجنبي في قمة جبل أو تل ونحيط به من كل جانب حتى نضمن عدم وصول المعتدين اليه، وكنا نعتبره ضيف لنا ويلزم علينا تأمين سلامته و أمنه. (الرياض): كيف يقيم المستكشفون القدامى الثروات التعدينية بالمملكة؟ مسفر: كانوا يقولون لنا أن المملكة بها ثروات معدنية كبيرة جدا سيكون لها مستقبل واعد وستشكل صناعات إذا ما استغلت ستعمل على تكوين نهضة تعدينية تعطي مردود اقتصادي ينعش البلد. (الرياض): وبعد العمل مع "شافنر" أين عملت؟ مسفر: عملت مع المديرية العامة للثروة المعدنية منذ عام 6731ه وعلى فترات متقطعة ثم مع البعثة الفرنسية ثم البعثة الجيولوجية ريوفينكس ثم مع الجيولوجيين الذين يزورون منطقة الامار من وقت لآخر حيث أقوم بتقديم خدمات الإرشاد لهم أو الحراسة. مسفر المساعد يحمل شهادات من معهد الجيولوجيا التطبيقية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة يؤكد خدمته كدليلة مع البعثات الجيولوجية التي جاءت لاستكشاف المعادن بالمنطقة وخاصة تلك التي كانت تجوب منطقة الامار بالمنطقة الوسطى وما جاورها كما عمل حارسا في معسكرات البعثات الجيولوجية. الجيولوجي "شافنر" هو دانييل فوربس شافنر أمريكي الجنسية ولد عام 4091م وتوفي عام 0791م بعد أن تخرج من كلية المعلمين وعمل معلما ثم أكمل دراسته في مجال التعدين حيث حصل على شهادة الدراسات العليا في مجال علوم التعدين وبدأ عمله في شركة المعادن الأمريكية وتقلب في عدد من المناصب في صناعة التعدين داخل بلاده وخارجها وبعد تقاعده لأسباب مرضية استعانت به المديرية العامة للثروة المعدنية عام 3591م كخبير جيولوجي يقوم بالتنقيب عن المعادن في المملكة حتى عام 7591م. وقام بالمشاركة في كتابة صياغة أول نظام تعدين بالمملكة كما قام بعدد من الاستكشافات لمواقع تعدينية يمكن استغلالها لتوسيع الاستثمارات التعدينية بالمملكة.