وجه الرئيس الأميركي جورج بوش تحذيرا قويا الى ايران، وقال في خطابه الأخير حول حال الاتحاد فجر امس (بتوقيت الرياض) ان اميركا ستواجه اولئك الذين يهددون قواتها وستدافع عن اصدقائها وتحمي مصالحها في منطقة الخليج، كما تحدث بوش عن ان خطة طفرة القوات التي أمر بها في العراق في الصيف الماضي تحقق النجاح، مع انه اعترف بأن من يتصدون للقوات الأميركية في العراق لم يُهزموا بعد، متوقعا قتالا شديدا في المستقبل. و لكنه أعاد التشديد على أنه ما دام في الحكم فإنه لن يعمل على خفض عديد القوات الأميركية إلا بعد تحسن الظروف فيها وبناء على توصيات قادته العسكريين في الميدان. كما تعهد بوش ثانية بأنه وإدارته سيعملان بقوة من أجل مساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على التوصل الى اتفاق سلام تحدد الأطر الرئيسية للدولة الفلسطينية المستقلة في نهاية العام الحالي. يذكر أن الدستور الأميركي يطالب الرئيس بتقديم كشوف للكونغرس كل عام عن جميع أوضاع "الاتحاد الأميركي"، واتفق الرؤساء الأميركيون على تقديم هذا الكشف على هيئة خطاب سمي بخطاب "حال الاتحاد" في مثل هذا الوقت من كل عام. وجاء الخطاب في الوقت الذي يعاني الرئيس الأميركي أوضاعا حرجة في الولاياتالمتحدة، إن على صعيد الحرب في العراق التي لازالت مستمرة منذ ما يقارب من خمس سنوات أو على صعيد الاقتصاد الأميركي الذي يتفق الكثير من المحللين الاقتصاديين على أنه ربما يكون دخل نفقاً طويلاً من الكساد الحقيقي، كما جاء هذا الخطاب في الوقت الذي بلغت درجة شعبية بوش بين مواطنيه مستوى متدنياً جداً لا يزيد كثيراً على الثلاثين بالمئة، وهي نسبة تعتبر من أدنى النسب التي يحصل عليها الرؤساء الأميركيون في العادة في مثل هذا الوقت من عهودهم الرئاسية. وحذر الرئيس بوش من فشل جهود إدارته في العراق، قائلاً "إن فشل العراق من شأنه أن يشجع المتطرفين، ويقوي إيران، ويمنح (الإرهابيين) قاعدة يشنون منها هجمات جديدة على أصدقائنا، وحلفائنا، ووطننا". كما أنه شدد على أن سحب القوات الأميركية من العراق سيعتمد على "الظروف في العراق وتوصيات قادتنا العسكريين". وقال، مقتبسا عن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد باتريوس القول إن "سحبا سريعا أكثر من اللازم من العراق قد يؤدي الى تفكك القوات الأمنية في العراق واستعادة القاعدة لبعض ما كانت خسرته وارتفاعا سريعا جدا في مستويات العنف". وقال عن المسلحين في العراق: "لقد أوضح العدو نواياه تماما. ففي الوقت الذي بدا أن الزخم كان مواتيا لهم، صرح كبير قادة (القاعدة) في العراق بأنهم لن يستريحوا حتى يهاجمونا هنا في واشنطن". وأضاف "ونحن لن نستريح أيضا. إننا لن نستريح حتى يهزم هذا العدو. علينا أن نقوم بالعمل الصعب اليوم، كي ينظر الناس إلى الوراء بعد سنين من الآن ويقولوا إن هذا الجيل واجه التحدي، وانتصر في قتال صعب، وخلف وراءه منطقة أكثر رجاء وأميركا أكثر سلاما" - على حد تعبيره -. وتحدث بوش عن "تقدم" تحرزه القوات الأميركية في العراق، قائلا" الهجمات الإرهابية البارزة انخفضت، والوفيات المدنية انخفضت، كما انخفض عدد القتلى الناتج عن الاقتتال الطائفي". قال بوش ان "حكام إيران يضطهدون شعبا طيبا وموهوبا. وحيثما تتقدم الحرية في الشرق الأوسط، يبدو أن النظام الإيراني يكون هناك لمعارضتها".. واتهم إيران بأنها "تمول وتدرب مليشيات في العراق، وتدعم (إرهابيين) حزب الله في لبنان - على حد وصفه - وتدعم جهود (حماس) لتقويض السلام في الأرض المقدسة".. كما قال ان طهران "تطور أيضاً صواريخ بالستية بعيدة المدى وتستمر في تطوير قدرتها على تخصيب اليورانيوم، الذي يمكن أن يستخدم لصنع سلاح نووي".