قرأت في محبوبتي الغراء (الرياض) عدد رقم 14457بتاريخ 14محرم 1429ه مقالا للاخ الكريم (علي السليمان) جزاه الله عني خير الجزاء وحيث انه لامس الجرح بمقاله وأثار الشجون على هذه الفئة التائهة في دهاليز الحياة والمجتمع القاسي.. مما دفعني لأن أقول بكل ثقة بكل أمانة وبصوت مبحوح لا يصل إلى من رغبت في ايصاله له (من معهم توحد مظلومون في مجتمعنا بكل المقاييس) ولو أردت تفنيد هذه الجملة لاحتجت إلى حلقات متواصلة عبر هذا المنبر.. ما يسعني قوله هنا.. أطفال التوحد ليسوا وحيدين.. فأسرهم يتكبدون الآلام والصعاب من أجل ايصالهم إلى بر الأمان واسرهم يحتضنونهم بكل المحبة والرحمة والعطاء الصادق ويبذلون الغالي والنفيس من أجلهم وهم على يقين تام بأن الله عز وجل لا يضيع أجر من احسن عملاً.. هم أمانة وأمانة كبرى في حياة والديهم أعظم شأناً من غيرهم هم ليسوا وحيدين بل محاطون برحمة المولى سبحانه ودعاء صادق من أم حنونة مخلصة في حب طفلها وليس أعظم في الحياة من دعاء أم مكلومة على فلذة كبدها.. هم يعانون تهميشاً واهمالا من المجتمع بكل فئاته.. لكنهم باذن الله عز وجل يتطورون بالجهد والصبر والألم الذي هو جسر يعبر به هؤلاء الأطفال إلى مستقبل واعد بالعطاء والأمل والحب والتقدم بفضل الله عز وجل ثم بادراك مرضهم.