كشف بحث أجري مؤخراً النقاب عن أن البريطانيين الكسالى يمضون 17عاماً من حياتهم جلوساً على الأرائك السريرية وكراسي الجلوس المريحة بمنازلهم؛ حيث ان الشخص العادي يقضي ما معدله 49ساعة في الأسبوع جالساً على المقعد الوثير في المنزل وهو يشاهد التلفزيون أو يقرأ أو يأكل أو يأخذ إغفاءة أو تأخذه سنة من نوم. فقد أماط البحث اللثام عن أن البريطانيين يمضون أسبوعياً 30ساعة وهم مستلقون على المقاعد لأخذ قسط من الراحة والاسترخاء من عناء العمل بعد انتهاء الدوام أثناء أيام العمل الأسبوعية. أما في عطلة نهاية الأسبوع، فإنهم يستغرقون 19ساعة في مشاهدة برامج السهرة في مساء يوم السبت والاستمتاع بالراحة في صبيحة يوم الأحد من كل أسبوع؛ وذلك بما يزيد على يومين أسبوعياً وبما يصل إلى ثلاثة أشهر سنوياً - بمعنى أن المرء يمضي ما يعادل ربع حياته على وجه التقريب. وتستحوذ مشاهدة التلفزيون على نصيب الأسد من الوقت المستغرق في الجلوس على المقاعد الوثيرة - ذلك أن البريطانيين يمضون 20ساعة في الأسبوع متسمرين أمام الشاشة البلورية وأعينهم مشدودة إليها؛ وذلك بما يعادل سبع سنوات من عمر الإنسان. أما القراءة، فهي تقتطع سبع ساعات إضافية من كل أسبوع بينما يستغرق الطرق بالأنامل على لوحات المفاتيح ما يساوي ساعتين في الأسبوع. ففي هذا السياق يتحدث الدكتور غراهام أرشاد من الكلية الملكية للأطباء العموميين قائلاً: "لا غرو إذاً أن يكون الأشخاص الذين يختطون هذا النمط الحياتي أقصر عمراً ممن يتصفون بالحيوية والنشاط والانخراط في التمارين الرياضية. وبكل حال، فإن التفاعل والتواصل مع الأشخاص الآخرين يعد أكثر فائدة للصحة وتحقيقاً للسعادة؛ إذ أنه أفضل بكثير من مجرد الجلوس أمام شاشة التلفزيون". ومضى يقول: "إن التواصل مع الآخرين يفضي إلى إتاحة المزيد من فرص المشاركة والارتباط ويساعد على تحقيق المزيد من التجاوب والتعايش الاجتماعي". لقد أسفر استطلاع الآراء عن أن أكثر من ربع المشمولين فيه يعشقون الكراسي الوثيرة ويرون أنها أقيم قطعة أثاث في المنزل، وأن متوسط العمر الافتراضي لكرسي الجلوس يبلغ ثماني سنوات. وقد أدلت كارولين موريس - المتحدثة باسم الموقع الإلكتروني الذي أجرى المسح - بتصريحات قالت فيها: "بصفة عامة فإن من السهل أن يركن الناس إلى الدعة والكسل؛ واللوم يقع علينا جميعاً في هذا الصدد". واستطردت بقولها: "بدلاً عن إهدار الوقت في مشاهدة التلفزيون الذي يؤدي إلى تبلد النفس والحس، ينبغي للناس أن يتواصلوا مع بعضهم بعضاً وأن يستثمروا وقتهم الثمين في التماس الحميمية والدفء والتواصل والتعايش الاجتماعي والسعي إلى استكشاف الجديد".