لم أصدق وأنا أقرأ قبل أيام لقاءً مع الإعلامية السعودية "بثينة النصر" التي كانت أول مذيعة سعودية تطل على قناة الإخبارية في أولى نشرات أخبارها حين ذكرت أنها كانت متعاونة مع قناة الإخبارية وتستلم مكافأتها نقداً!. لا يعنيني الخلاف الذي حصل بين الإعلامية المذكورة والتلفزيون السعودي الذي كثرت خلافاته الطافية على السطح مؤخراً، بقدر ما أدهشني هذا الحرص الغريب على التطوير الظاهري والتغافل عن أي تطوير يذكر على مستوى الجذر. لم أكن أتصور أن تكون مذيعة شبه متفرغة للعمل الإعلامي تعمل مع قناة حكومية تتوسع توسعاً أفقياً وتصل لحد الترف من خلال تطوير الشعارات وفواصل الغرافيكس دون أن تلتفت إلى أساسيات الأمان الوظيفي لمبدعيه الذين يُتخطفون يمنة ويسرة!. لست أفهم -وأتمنى أن أجد من يعينني على الفهم- عدم توظيف التلفزيون السعودي منذ سنوات لعشرات الكفاءات السعودية في مجال العمل التلفزيوني إعداداً وتصويراً وإخراجاً وتقديماً ونحو ذلك والاكتفاء بالتعامل معهم كمتعاونين بمكافآت شهرية متواضعة في مجال الصناعة الإعلامية، بينما ومنذ سنوات يقوم جهاز التلفزيون بالتعاقد مع فنيين ومخرجين تلفزيونيين من دول عربية وأجنبية!. وحتى لا يسوق أحدهم حجة فارق الخبرة، فإن غالبية المتعاقدين من خارج المملكة هم من ذوي الخبرات المتواضعة، فضلاً عن الدور المطلوب من الأجهزة الحكومية في دعم توظيف الشاب السعودي وإن بدا أقل خبرة، مع الأخذ بالاعتبار أننا نتحدث عن وظائف تنفيذية مثل التصوير الداخلي أو الإخراج التلفزيوني لا تحتاج إلى جائزة أوسكار ضمن السيرة الذاتية لشاغليها!. في نهاية المطاف، لا يبدو غريباً انتقال الإعلامي "بتال القوس" من التلفزيون السعودي إلى قناة العربية ومن ثم حصوله على لقب أفضل مذيع سعودي لعام 2007حسب تصويت جريدة الرياض قبل أسابيع إذ يبدو أن جهاز التلفزيون لدينا يضيق ذرعاً بالمبدعين!.