اصيب ستة جنود من حرس الحدود المصري وفلسطيني واحد بجروح طفيفة أمس الجمعة في رفح الحدودية بين قطاع غزة ومصر حسبما افادت قوات الأمن المصرية. وقالت قوات الأمن المصرية ان احد حراس الحدود المصريين اصيب برصاصة في قدمه قرب بوابة صلاح الدين في الجانب المصري من مدينة رفح. واوضحت ان مسلحين يسيرون بشاحنة صغيرة "بيك اب" في الشطر الفلسطيني من مدينة رفح اخذوا يطلقون عيارات نارية متقطعة تارة في الهواء واخرى باتجاه الاراضي المصرية. واشارت الى ان الجندي المصاب نقل الى مستشفى العريش العسكري. كذلك اصيب خمسة آخرين من جنود حرس الحدود المصري وفلسطيني واحد بجروح طفيفة جراء تعرضهم لرشق بالحجارة من الجانب الفلسطيني من الحدود، وقام برشق هذه الحجارة فلسطينيون غاضبون من محاولة مصر اغلاق الحدود. وأفاد مصدر أمني مصري أن عشرات الجنود المصريين يحملون الهروات انتشروا على معبر رفح وبدأوا منع الفلسطينيين تدريجيا من دخول الأراضي المصرية.. ولكن الفلسطينيون ما زالوا يتدفقون من جهات أخرى على الحدود. وذكر شهود عيان "أن مئات من عناصر الأمن المصرية انتشروا على المداخل المؤدية الى مدينة العريش فيما يدعو الأمن المصري عبر مكبرات الصوت الفلسطينيين الى العودة الى قطاع غزة".. مشيرين الى أن آلاف الفلسطينيين مازالوا يتدفقون الى مدينة رفح المصرية لشراء البضائع والمواد التموينية والغذائية والاساسية والتجوال في مدن العريش والشيخ زويد لنفس السبب الأمر الذي أدى الى نفاذ معظم السلع والمواد الغذائية من محلات وأسواق المحافظة، ونفاذ كميات كبيرة من البنزين والسولار والأسمنت . وأشار هؤلاء الى أنه تم دعم التواجد الأمني لمنع وصول نازحين جدد من قطاع غزة كما يجري اغلاق الطرق الموصلة الى الحدود الدولية في معظم المناطق، والابقاء على عدد محدود من الفتحات لادخال الفلسطينيين العائدين الى قطاع غزة منها. وفتح ناشطون فلسطينيون ثغرة جديدة باستخدام جرافة في تحد للقاهرة وللحصار الإسرائيلي. وهللت حشود فلسطينية بينما كان ناشطو حماس يستخدمون الجرافة لهدم اجزاء من الحاجز الخرساني المزود بسلاسل. وفي مشهد بث حيا على شاشات التلفزيون في أنحاء العالم كانت شرطة مكافحة الشغب المصرية تراقب من بعيد بينما يتدفق مئات الأشخاص على مصر. وكان الرئيس المصري حسني مبارك طالب الفلسطينيين بعدم الاعتداء أو الاصطدام بالجنود المصريين. ومن ناحية أخرى، أصدر وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك امس أوامره برفع حالة الاحتياط والحذر وسط الجنود العاملين على معبر بيت حانون العسكري الفاصل بين (إسرائيل) وبين قطاع غزة. وأفادت إذاعة الجيش الاسرائيلي بأن باراك أمر بتزويد الجنود ب"أقوى" وسائل تفريق المتظاهرين لمنع أي محاولة من حماس لدفع الناس في غزة لاجتياح الحاجز كما أخذت (إسرائيل) "الاحتياطات اللازمة" للتصدي لمقاتلين مسلحين قد يفكرون في الهجوم على المعبر. كما دعت (إسرائيل) رعاياها إلى مغادرة سيناء فورا وتجنب التوجه إليها تحسبا لوقوع اعتداءات أو عمليات خطف. وكان قطاع غزة وشمال سيناء أصبحا فضاء واسعا لا يعرف أي إجراءات للسفر أو تأشيرات دخول بعد قيام ناشطين فلسطينيين بتفجير عدة ثغرات بالجدار العازل بين مصر وغزة وبعد لحظات معدودة كان مئات الآلاف من أهالي غزة قد عبروا الحدود وانتشروا بجميع مدن شمال سيناء حيث صدرت الأوامر للشرطة المصرية بعدم التصدي أو التعامل مع المتدفقين الفلسطينيين. وكان الفلسطينيون قد انتشروا بجميع الأسواق في مدن شمال سيناء وشهدت أسواق شمال سيناء رواجا تجاريا غير مسبوق، وكانت معظم المشتريات من المواد الغذائية حتى نفدت جميع المواد الغذائية كما نفدت العقاقير من الصيدليات وتم الاستعانة بشاحنات محملة بالبضائع من المحافظات المجاورة والقاهرة لسد احتياجات آلاف الفلسطينيين. من جانبها دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مصر الى السيطرة على حدودها مع قطاع غزة، واعترفت بأن الوضع "صعب" للحكومة المصرية. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية "ادرك انه وضع صعب بالنسبة اليهم". واضافت "لكنها حدود دولية. ومن الضروري حمايتها واعتقد ان المصريين يدركون ذلك". وحملت رايس من جديد حماس مسؤولية الحصار الذي تفرضه (إسرائيل) على هذه المنطقة الفلسطينية التي سيطرت عليها الحركة الصيف الماضي. وقالت رايس ان "المشكلة ناجمة قبل كل شيء عن مسألة الامن التي تسببت فيها حماس في غزة ورفضهم وقف اطلاق الصواريخ على (إسرائيل)، وانا واثقة انهم يستطيعون ذلك اذا ارادوا". وخلصت رايس الى القول ان "سكان غزة الابرياء هم في وضع بالغ الصعوبة".