شهدت الحلقة الخامسة من تصفيات الدور الأول (الثماني والأربعين) لمسابقة شاعر المليون التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وبرعاية إعلامية ل "الرياض" وعدد من وسائل الإعلام الإماراتية والخليجية، منافسات شعرية تميزت بالقوة والتراكيب الشعرية والصور الجمالية قدمها المتسابقون من مسرح شاطئ الراحة بحضور جمهور كبير من محبي الشعر الشعبي من دول مجلس التعاون والوطن العربي. وقدم المتسابق "الشاعر إبراهيم خليل العنيزي" من المملكة، قصيدة في العشق لاقت استحسان الجمهور وتفاعل كبير خلال إلقاء القصيدة، وقال عنها الدكتور غسان الحسن أن نوعية القصيدة واختيار موضوعها موفق، وهي فريدة من نوعها حيث احتوت القصيدة على جماليات كثيرة، وجعل من تأتأة الطفولة وجرس التأتأة موسيقى رائعة غاية في الجمال، واستطاع الشاعر توظيف المفردات بشكل جميل خدمت الموضوع بشكل عام، وأشار الحسن إلى أن الشاعر تميز باستخدامه قافية من ثلاثة حروف وذلك ليس بالأمر السهل، وأثنى "حمد السعيد" على القصيدة بأنها قصيدة رائعة تمكن الشاعر من التقاط مفردات طفولية لتعكس حساً عالياً لدى الشاعر، ونالت القصيدة نسبة تصويت 87% ممتاز و9% جيد و4% متوسط. وتقدم المنصة ثاني المتسابقين من الكويت الشاعر "جابر المطيري" والذي قدم قصيدة في التغني بالوطن حيث قدم الوطن على القبيلة في لغة شاعرية تعكس قدرته على تطويع المفردات والتعبير عن ذاته ومكنوناته كما يليق بشاعر، وعقب عليه "سلطان العميمي" فقال إن القصيدة جميلة جداً، محكمة البناء، واضحة الفكرة، خلت من أي من مفردات الحشو أو التكرار، تمكن الشاعر من توظيف التقاطات بصرية جميلة وفي مكانها وأثنى على الشاعر في قدرته على تطويع مفردات النص وصوره، أما "بدر الصفوق" فقال إن القصيدة جميلة بجمالية شاعرها رغم حداثة تجربته الشعرية وعكس الشاعر ثقته بنفسه في تراكيب شعرية وصور جمالية رائعة وعند تصويت جمهور المسرح نال الشاعر 66%ممتاز و23%جيد و11% متوسط. وجاء المتسابق الكويتي "مشعل النون الرشيدي" ليقدم قصيدته التي قال عنها "بدر الصفوق" إن ما قدمه الشاعر هو حالة من الاستغراق الشعري على امتداد الوطن، وانعطافة مفاجئة في تطويع النص، حتى أفصح الشاعر ببراعة عن فاتنته وعشقه، وقال عنها "تركي المريخي" أن القصيدة في مطلعها رائعة جداً حيث بعث الشاعر الروح في المفردات الجامدة، وتمادى إلى أنسنة الأشياء الجامدة، ولعب من خلالها على الحواس، وذهبت إلى شاعرية متوسطة حيث لمحات شاعرية متفاوتة والباقي فيها المباشرة والوطنية بكلمات عامة، وعند تصويت جمهور المسرح في شاطئ الراحة مال الشاعر 73% ممتاز و15%جيد و 12وسط. وكان الشاعر المتسابق "عبدالله السميري العتيبي" من المملكة فارس الأمسية بلا منازع بقدرته على الإلقاء وفن تطويع المفردات وحسه العالي في الوصف والسبك،والذي لقي تفاعلاً غير مسبوق من الجمهور، قال عنه الدكتور غسان الحسن أن القصيدة منبرية من الطراز الممتاز، لعب من خلالها الشاعر على تناقضات زماننا واستطاع توظيف اسقاطات سياسية ومعاناة شعوب المنطقة برمزية حيناً ومباشرة في بعضها، حتى حلق الشاعر في فضاءات رحبة بصوره الجمالية والمتكمنة، شخصيته المرحة الجميلة، ونال نسبة 91% ممتاز من تصويت جمهور مسرح شاطئ الراحة و4% جيد و5% متوسط. وجاء بعده الشاعر المتسابق الكويتي "فالح الدهمان" والذي قدم قصيدة "خارج السرب" حيث تناوله "سلطان العميمي" أن النص راق ومتميز وتناول أبعاداً فلسفية بشعرية عالية النسيج من خلال توظيف موفق للمفردات في العجز والصدر، فكانت القصيدة تعكس قمة الشاعرية والصفاء الشعري، وقدم الشاعر المتسابق الإماراتي "محمد مبارك بن شيخة" قصيدة مديح قال عنها الدكتور غسان الحسن إنها قليلة الشاعرية ولغتها ضعيفة وفيها الكثير من الحشو في الوقت الذي خلت فيه القصيدة من البنية والتراكيب، أما "بدر الصفوق" فقال إن الشاعر لم يتعب شاعريته في اختيار النص ولا تعكس مستواه الشعري،وعاب عليه سوء اختياره. وجاء المتسابق الموريتاني الشاعر "محمد يسلم" والذي تميز بطريقة تناوله وإلقائه حيث تميز بثقافته العالية وتمكنه من التراكيب واللغة وسعد اطلاعه، فقال عنه "الصفوق" إن لغة القصيدة مرتفعة وشاعرية عالية، تعكس تمكن صاحبها من لغته وكانت جرعات الإيحاء لديه عالية مع التجديد في النص والتناول، أما الدكتور الحسن فقال إن القصيدة حفلت بالرموز الجزئية التي لم تتماسك في الكلي وإثر تصويت جمهور مسرح شاطئ الراحة نال الشاعر نسبة 79% ممتاز و10% جيد و11% متوسط. وفي الختام جاء المتسابق القطري الشاعر "خليل الشبرمي التميمي" والذي قدم قصيدة "سليل المجد" والذي عبر من خلالها عن إحساس مرهف واعتزاز بالوطن وأهله من خلال غزارة لغوية عالية ومعان كثيرة عقب عليه "العميمي" بقوله إنها حميلة لكنها أغرقت في كثرة المعاني والوصف وفي ذات الوقت فيها ندرة المحسنات البديعية، ونال 89% ممتاز من تصويت جمهور المسرح، و4% جيد و7% متوسط. وفي الختام أعلنت اللجنة عن ترشيحها لاثنين من المتسابقين للدور الثاني وهم القطري "خليل الشبرمي التميمي" والكويتي "جابر غازي المطيري" في حين استبعدت اللجنة المتسابق الإماراتي "محمد مبارك بن شيخة" ليتابع الخمسة الآخرين رحلة انتظار تصويت الجمهور عبر شاشة تلفزيون شاعر المليون حتى موعد حلقة الثلاثاء المقبل والتي ستشهد آخر ثمانية متسابقين في الدور الأول.