هناك علاقة طردية بين المحافظة على البيئة، وتقدم الإنسان الحضاري، والعكس صحيح عندما يتجه الإنسان إلى عدم المحافظة على البيئة وتلويثها بمختلف الوسائل. وفي تقرير صدر حديثاً عن الأممالمتحدة (2007م) يشير إلى أن الاستمرار في تدمير البيئة ينعكس سلباً على صحة ونوعية حياة الناس في كل مكان. ويضيف التقرير ان معظم العادات الشعبية في مجال البيئة غير جيدة، بل إنها تؤدي إلى تدهور البيئة.. ويظهر ذلك في ازدياد نسبة التصحر وازدياد نسبة التلوث والنقص في كمية المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى تقلص المساحات الزراعية.. كما أن التلوث ازداد بشكل خطير نتيجة لتطور أنماط حياة الإنسان، وزيادة الكثافة السكانية، وازدياد التلوث بالفضلات، والنفايات الصلبة، وربما الاتجاه إلى زيادة توليد الطاقة النووية في المستقبل. وكتب الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) مقدمة التقرير قال فيها: "ان هذا الهجوم على البيئة يهدد كل ما حققه المجتمع الإنساني خلال عشرات السنين".. كما أضاف "بأن ازدياد المشكلات البيئية يجعل مكافحة الفقر أصعب، ويهدد حتى السلم والأمن العالميين". وتضمن التقرير ( 572صفحة) بعض المؤشرات الإيجابية مثل انخفاض مستوى تصحر الغابات الأمازونية، وتحسن نوعية الهواء في غرب أوروبا، وانخفاض مستوى تدهور طبقة الأوزون بفضل المعاهدات الدولية المعقودة. وبالرغم من وجود هذه المؤشرات الإيجابية إلا أنها تعد محدودة جداً مقارنة بالتدهور العام في المجال البيئي وعدم التزام الحكومات بسياسات بيئية تسمح بالتصدي لهذا التدهور المستمر. وجاء في التقرير "إن صحة ملايين البشر في الدول النامية في خطر نتيجة لعدم القدرة على معالجة المشكلات البيئية، بالرغم من امكانية معالجة هذه المشكلات في الدول الغنية". ويوضح التقرير أن حجم الثروة السمكية يتضاءل بشكل مقلق، كما أن عدد الناس الذين لا يحصلون على مياه صالحة للشرب ونقية في ازدياد مستمر. ومن الملامح المقلقة التي يشير إليها التقرير زيادة انبعاث الغازات التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري بالإضافة إلى أن التنوع الإحيائي سوف يتناقص تدريجياً، وهذا يعني انقراض بعض الأحياء النباتية والحيوانية.. ولاشك ان التقرير يرسم صورة قاتمة لابد من تغييرها بمزيد من العمل والتضحيات من جميع الدول والأفراد.. فهل يحافظ العقلاء على البيئة من أجل المحافظة على الحياة، ومستقبل الأجيال القادمة؟!!