مع جو الامتحانات للفصل الاول للطلبة والطالبات جاء البرد ليمتحن مساكننا وكيف ابدع المهندسون فيها من حلول ونظم كي تنجح في مقاومة هذا الزائر العنيف هذا العام. اننا نجري اختبارات لبعض النظم التي في المسكن كنظم المياه من اختبارات لضغط للماء وغيرها، ولكننا مع التدفئة والتبريد ننسى هذه الاختبارات وحين الامتحان نكتفى بشراء بعض البطانيات في الشتاء مع (دفاية) يحترق اسلاكها قبل ان تصل الى ذروتها في التدفئة. ومع التغير الذي حصل خلال الفترة الماضية من استبدال الفرش للغرف والممرات ب(سراميك والرخام وبورسلان... الخ) اصبح حل امتحان التدفئة اكثر صعوبة خصوصا اذا كان في المسكن اطفال صغار لا يدركون خطورة المشي على ما يشبه البحيرة المتجمدة. واذا ماتمت تدفئة الصالة والغرف فان دخول دورات المياه يكون بمثابة دخول (الفريزر) لفترة من الزمن يمكن ان تسجل في كتاب (جينس) كما انها ليست ضمن اسئلة امتحان التدفئة مطلقا. ان مساكننا في ارجاء المملكة تفتقد الى حلول متكاملة للتكييف (حار/بارد) فهي في الشتاء مستودع تبريد وفي الصيف هي افران، وذلك لاننا لا نزال نبني بطريقة تقليدية لم يراع فيها اي نظم متكاملة للتدفئة او التبريد و لم يتدخل فيها المهندسون بشكل عملي فاعل كما هو الحال في بعض المجمعات السكنية الخاصة كسكن الجامعات او الشركات او بعض المنازل التي اولت هذا الجانب عنايته. وبحكم التخصص فانه يمكن القول ان الحلول السابقة لمساكننا التقليدية هي حلول جزئية ولذا فان النتيجة النهائية لامتحان التدفئة هي الفشل الذريع، وهناك خمس دوائر حمراء كلها بدرجة حرارة صفر بل ربما ان بعضها تحت الصفر.