رفع معالي وزير الصحة، رئيس مجلس إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور حمد بن عبد الله المانع عظيم شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين "حفظهما الله" على الرعاية والدعم المتواصل الذي يحظى به القطاع الصحي في المملكة، مثمناً موافقته الكريمة بإنشاء مركز الملك عبد الله للأورام وأمراض الكبد في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض بكلفة 430مليون ريال وبسعة 300سرير. وقال معاليه أمس في إتصال هاتفي مع "الرياض" أن إنشاء مثل هذا المركز سوف يعمل على تسريع خطوات علاج مرضى السرطان والكبد والتمكن من علاجها والكشف عنها وتشخيصها بالوقت المناسب، خاصة مع تزايد أعداد المرضى في السنوات القليلة الماضية. واعتبر معالي وزير الصحة هذا الصرح الطبي الجديد فريدا في نوعه وإضافة مهمة في نوعية الخدمات الطبية التخصصية في المملكة كونه يعالج أعقد الأمراض وأصعبها في التخصص والعلاج، وقال: سيكون بإذن الله مركزاً مساعداً في تخفيف ضغط المرضى والمراجعين على المراكز الطبية المماثلة في المرافق الصحية الأخرى بشكل كبير، ونسأل الله أن يوفقنا في تقديم أفضل خدمة صحية لكل مواطن ومقيم على ثرى أرضنا الطيبة. من جهته توقع الدكتور قاسم بن عثمان القصبي المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض أن ينجز العمل في إنشاء مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بعد 3أعوام مشيراً إلى بدء اللجان المختصة في وضع تصاميم المشروع الذي يتسع ل 300سرير وبكلفة 430مليون ريال، وذلك إثر الموافقة الكريمة باعتماد تنفيذه بدءاً من السنة المالية الحالية. وتوجه الدكتور القصبي بخالص الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، على ما توليه القيادة الرشيدة من دعم كبير للقطاع الصحي عامة وقطاع الرعاية التخصصية الذي يتسنم المستشفى التخصصي ريادته منذ عام 1975حتى أصبح مرجعاً في التشخيص والعلاج المتقدم ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى الإقليمي والعالمي لافتاً إلى إحتلال برنامج زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية أحد المراكز الثلاثة الأولى عالمياً في أعداد حالات الزراعة لثلاث سنوات متتالية 2003م، 2004م، 2005م فضلاً عن تميزه في برنامج جراحة وزراعة الكبد على مستوى المنطقة. أمراض السرطان من جهته عدَّ الدكتور حسان الصلح، إستشاري أمراض الدم والأورام ونائب المدير التنفيذي للتشغيل الطبي والسريري بمستشفى الملك فيصل التخصصي، إنشاء المركز دفعة قوية في مجال علاج الأمراض السرطانية في المملكة مشيراً إلى أن السرطان يعد مشكلة صحية عالمية وأصبح يصنف من الأمراض المزمنة التي تتطلب عناية تخصصية وتقنيات وخبرات تشخيصية وعلاجية فائقة المستوى عبر إستراتيجية تأخذ في الحسبان الزيادة المتوقعة في أعداد المرضى عطفاً على النمو السكاني، مقدراً موافقة خادم الحرمين الشريفين على تأسيس المركز في هذا الوقت تحديداً لمجابهة حالات الأورام المتزايدة محلياً التي تتوقع الدراسات أن تصل إلى 14000حالة إصابة جديدة سنوياً بحلول عام 2020م. وأشار الدكتور الصلح إلى أن المستشفى التخصصي كان ولا يزال رائداً في مجال تشخيص وعلاج الأمراض السرطانية وإجراء الأبحاث المختلفة والمتعددة لمكافحة المرض منذ أكثر من 30عاماً. إلى ذلك قال الدكتور داحش عجارم مدير مركز الأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض أن موافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشاء مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بسعة 300سرير سيضاعف من أعداد الحالات التي يستقبلها مركز الأورام حالياً والتي تصل سنوياً إلى نحو 3000حالة جديدة مشيراً إلى علاج المستشفى لنحو 60ألف مريض سرطان منذ عام 1975م. وأوضح الدكتور عجارم أن مركز الأورام في المستشفى يمتلك بنية تحتية متطورة سواء من خلال توافر الكوادر الطبية والتمريضية والفنية المؤهلة تأهيلاً عالياً أو من خلال التقنيات والأجهزة التشخيصية والعلاجية في المجال الإشعاعي والكيماوي والجراحي مبيناً أن مركز الأورام معترف به من قبل منظمة الصحة العالمية كمركز إقليمي مرجعي في وضع البروتوكولات التشخيصية والعلاجية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. أمراض الكبد من جانبه قال البروفيسور محمد السبيل إستشاري ورئيس قسم جراحة وزراعة الكبد بالمستشفى التخصصي أن تأسيس مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد يعد خطوة إستراتيجية في مجابهة أمراض الكبد ومضاعفاتها سواء المتعلقة بالأورام أو بسبب تليف وفشل الكبد لأسباب متعددة أخرى. وأوضح أن الخطة المتعلقة بمركز أمراض الكبد ستأخذ في الحسبان وجود غرف عناية مركزة خاصة بمرضى الفشل الكبدي النهائي وحالات ما بعد جراحة وزراعة الكبد، وغرف عناية متوسطة يتم فيها العناية بمرضى نزيف الجهاز الهضمي، وقسم للمناظير مع أسرة للإنعاش، وغرف عمليات وعيادات خارجية مع توافر غرف أشعة ضوئية وأشعة تداخلية فضلاً عن عشرات الأسرة لمرضى التنويم يمكنها إستيعاب أعداد كبيرة من حالات أمراض الكبد الصعبة والمتقدمة. وقال الدكتور السبيل أن من فوائد تأسيس هذا المركز فيما يتعلق بأمراض الكبد هو تركيز جميع الخدمات المقدمة للمرضى في مكان واحد ونقل جميع العيادات وأسرة التنويم لمرضى الكبد في المستشفى إلى هذا المبنى. والتوسع في قبول المرضى خاصة في حالات الإلتهاب المزمن، وحالات تليف الكبد، والحالات التي تحتاج إلى علاج جراحي نظراً للتوسع في العيادات الخارجية والأقسام والعناية المركزة. كما سيتم إنشاء أول وحدة متخصصة في العناية المركزة لمرضى الفشل الكبدي والغيبوبة ونزيف الجهاز الهضمي، فضلاً عن الكفاءة والسرعة في قبول الحالات الجراحية وزراعة الكبد، حيث تتوافر غرف عمليات خاصة بالمركز. وأكد الدكتور السبيل أن قسم جراحة وزراعة الكبد في مستشفى الملك فيصل التخصصي يمتلك برنامجاً متطوراً لزراعة الكبد ويجري الزراعة من متبرعين متوفين دماغياً ومن متبرعين أحياء بجزء من الكبد وبنسبة نجاح فاقت 90% وهو يعد الأكبر على مستوى المملكة والمنطقة.