ذكر الأستاذ وليد اليحيا الرئيس التنفيذي لرابطة أصدقاء المملكة أن تركيز نشاط الرابطة على تصحيح صورة المملكة في أمريكا بشكل خاص إنما هو من أجل تصحيح الصورة السلبية التي تكونت لدى المجتمع الأمريكي عن المملكة بعد تداعيات أحداث 11سبتمبر. والتقت "الرياض" الأستاذ اليحيا بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة، وسألته عن نشاط الرابطة ودورها في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عنها وكيفية فتح قنوات الحوار بين المجتمعين الأمريكي والسعودي بمعزل عن الأحداث السياسية وتبعاتها. يرى الأستاذ اليحيا أن زيارة الرئيس بوش للمملكة إنما هي زيارة داعمة لدور الرابطة التي تسعى إلى تعريف المجتمع الدولي والمجتمع الأمريكي خاصة بالمجتمع السعودي. يقول الأستاذ اليحيا: "الرابطة تركز في نشاطاتها على تشجيع الحوار على مستوى الأفراد، خاصة وأن وسائل الإعلام ساهمت بشكل كبير في تكوين مفاهيم خاطئة لدى الفرد الأمريكي عن المملكة العربية السعودية، وهو أمر طبيعي فالإعلام عادة ما يبحث عن الإثارة والأخبار السلبية من أجل جذب المشاهدين وبالتالي المعلنين لكي يستمر، ولذا فقد حرصت رابطة أصدقاء المملكة باستراتيجيتها على عكس التأثير السلبي لوسائل الإعلام من خلال تشجيع الحوار بين الأفراد". وعن النشاط الذي تتبناه الرابطة في الوقت الحالي، يقول الأستاذ وليد "قد سمعنا بالفيلم الوثائقي الذي قام به ثلاثة منتجين أمريكيين عن المملكة العربية السعودية، الفيلم يحمل عنوان "قصة مشاغبي أرامكو Home. the Aramco brats story"، حيث كان الثلاثة من الجيل الثاني من أبناء شركة أرامكو، ممن ولدوا وعاشوا في أرامكو مع والديهم خلال السبعينات والثمانينات والتسعينات، وعندما عادوا إلى أمريكا، قام الثلاثة - وهم تود نيمز، وزكريا نيمز، وماثيو ميللر - بالتبرع لإنتاج فيلم وثائقي على حسابهم الخاص لاستعادة ذكرياتهم في المملكة". يضيف وليد " وبالفعل، نجح الثلاثة في إنتاج الفيلم الذي يستمر لمدة 90دقيقة، التقوا فيه ما يقارب المئة شخص ممن عاشوا وعملوا في شركة أرامكو ليتعرفوا عن قرب عن تجربتهم في العيش في المملكة، قمنا مباشرة بالاتصال بهم، ودعوناهم لإجراء العرض الأول لفيلمهم في كاليفورنيا، خلال مشاركة الرابطة في تنظيم نشاط LPGA الخاص باتحاد رياضة الغولف للسيدات في أبريل 2007، حيث كان دور الرابطة منصباً في دعم وتحفيز النساء السعوديات المقيمات في كاليفورنيا، وقمنا بالفعل بعرض الفيلم الوثائقي خلال النشاط الذي شاهده عدد كبير من السناترة الأمريكيين. بعد نجاح العرض الأول للفيلم، قمنا بتنظيم عرض ثان له في لوس أنجليس ولقي أصداءً جيدة. وفي الشهر الماضي، استضافت المملكة المنتجين الثلاثة وقدمت عرضاً لفيلمهم المميز على سمو الأمير تركي الفيصل في مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وهو ما حظي باهتمام ومتابعة إعلامية محلية كبيرة، ونحن حالياً ننظم للمحطة القادمة لعرض الفيلم في العاصمة الأمريكيةواشنطن". ويرى الأستاذ اليحيا أن الفيلم الوثائقي لمشاغبي أرامكو يمثل توجه الرابطة في التعريف بالثقافة والتواصل الإنساني بين شعوب العالم، حيث أنه يصور الذكريات التي يحملها الزائرون من خارج المملكة عن الحياة في المملكة عن معرفة واحتكاك مباشر بالمجتمع المحلي. بالإضافة إلى الفيلم الوثائقي، تقوم الرابطة بعدة نشاطات، منها إرسال بعثات من المملكة إلى أمريكا لتنظيم نشاطات تعريفية عن السعودية، يعتقد الأستاذ وليد أن مثل هذه البعثات ليست فقط لتعريف الأمريكيين بالمملكة، وإنما أيضاً لتعريف السعوديين بأمريكا، فمثل هذه الزيارات تساعد كلا الطرفين على مد جسور التفاهم والتواصل الإنساني الذي يحقق التوازن. من ناحية أخرى، تتعاون الرابطة أيضاً مع عدد من المراكز الثقافية المعروفة في أمريكا مثل مركز كنيدي للفنون المسرحية، ومتحف سميشسونيانز، لتنظيم نشاطات ثقافية وتراثية متنوعة. كما تركز الرابطة على الجهات الأكاديمية في أمريكا في التواصل معها وتنسيق برامج مشتركة، خاصة مع كليات الإعلام والقانون، نظراً لأنها أكثر جهتين تخرج أشخاصاً يتحكمون بصنع القرار والرأي العام. ويضيف اليحيا بأن رابطة أصدقاء المملكة أيضاً تستهدف صناع القرار والفكر المؤثرين بالرأي العام الأمريكي، وهم أهم شريحة يمكن الوصول إليها من أجل التعريف بالمملكة. ويؤكد اليحيا أن الرابطة هي جهة خيرية غير ربحية مسجلة في واشنطن، تعتمد في برامجها ونشاطاتها على التبرعات، ولهذا فنشاطاتها ما تزال على نطاق محدود، فهي تنظم فعاليات قليلة ولكنها ضخمة، رغم أن الطموحات كثيرة، ولكن إلى أن تنمو وتكبر، تحتاج في البداية إلى اختيار أولوياتها في تنظيم النشاطات والفعاليات وتبني القضايا الأهم ثم المهمة. وحالياً، تسعى الرابطة إلى تنظيم حفل عشاء خاص لجميع المشاركين في منتدى التنافسية الدولي الذي يقام بالرياض، حيث تقوم الرابطة بتنظيم زيارة وحفل عشاء في مزرعة العاذرية للحاضرين، وتقدم عروضاً نجدية وشعبية وجنادرية مصغرة للتعريف بالتراث والصناعات الشعبية السعودية. الجدير بالذكر أن منظمة أصدقاء المملكة، أو كما يطلق عليها Friends of Saudi Arabia، أسسها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز في عام 2003م، ورأستها في البداية الدكتورة سلوى الهزاع ثم خلفها الأستاذ وليد اليحيا، وهو خريج من جامعة سياتل في واشنطن ويحمل الماجستير في إدارة الأعمال والتسويق، وتقلد عدة مناصب في مجموعات مالية مثل Citibank، والبنك العربي الوطني والهيئة العامة للاستثمار، حتى استلم منصبه كرئيس تنفيذي في الرابطة.