تسير في شارع فرعي وتصل إلى نقطة التقائه بطريق رئيس ومن الطبيعي أن تقف تماماً حتى تتأكد من خلوّه من السيارات القادمة امتثالاً لنظام أفضلية المرور وحين يتراءى لك شبح قادم من بعيد تقف حتى يمر لتواصل سيرك فتصاب بالدهشة والغضب في آن حينما ينعطف (أخونا) بكل برود واستهتار للشارع الذي خرجت منه دون أن يعطي الاشارة الدالة على ذلك فتسلك طريقك وقد غلبك التوتر..! تدخل بعدها الطريق السريع وقد التزم كل مساره وفجأة ينحرف عليك أحدهم دون إخطارك بواسطة اشارة الانعطاف المهملة فتضغط على الفرامل تلافياً للاصطدام به فيصطدم بك من يسير خلفك الذي لم يترك هو الآخر مسافة أمان كافية للتوقف فتتعرقل حركة السير ويرتفع الضغط وتتوتر الاعصاب أكثر مما هي متوترة أصلاً، تقف عند الاشارة الضوئية مع جملة الواقفين فلا يُمكنك التكهّن بمقاصد الذين يقفون أمامك وعلى جانبيك فقد يتجه الذي يقف يمينك إلى أقصى يسارك وقد يتجه الذي في يسارك إلى أقصى اليمين وما أن تضيء الاشارة باستئناف المسير حتى ترى العجب العُجاب حيث جُلّهم لايستخدمون إشارات الانعطاف وما عليك إلاّ الحدس بنواياهم وكأن الاعلان عن الرغبة في الانعطاف باستخدام الاشارات الدالة على ذلك جريمة يُعاقب عليها القانون..! سيارات الأجرة العامّة(الليموزين) هي الأخرى عجبُ آخر فسائقوها يفعلون مالايتوقعه أحد فيمكن أن (يصفط) أحدهم وينحرف لأي اتجاه ومن أيّ مكان دون استخدام اشارات الانعطاف من أجل التقاط (شبح) راكب ظهر له فجأة. كتبت هذا الكلام بتاريخ 2شوّال 1417ه أي منذ ما يزيد على العشر سنوات ماضية فما الذي تغيّر في المشهد اليوم؟ للأسف الشديد لاشيء تغيّر هذا إن لم تكن قد ازدادت الأمور قتامةً وسوءاً فلماذا يحدث كل هذا الانحدار في سلوك السائقين على الطرقات ؟؟ وبماذا يوصف من يهجم على الناس بخروجه من شارع فرعي دون توقف؟؟ وماذا عن الصبية الذين لطّخوا الدُنيا رُعباً برعونتهم وطيشهم فلم يسلم منهم إنسُ ولا جان..! قولوا بربّكم ماذا فعلت مدارس تعليم القيادة وماذا أنتجت طوال هذه السنين..؟؟ الا يجب على المرور مراجعة أداء تلك المدارس والقيام بدراسات متعمقة عن سلوك السائقين لمعرفة لماذا يتّجه المؤشّر للأسفل.؟؟ استراتيجيّة السلامة المرورية في العاصمة الرياض جيّدة ولكنها خطّة تنفيذيّة تُعالج النتيجة ولا تبحث عن الأسباب، فلنبحث إذاً لماذا أسلوب الناس في قيادة السيارات يسوء وبالتالي تُرتكب المخالفات المُسبب الرئيس للحوادث المُستدامة؟؟