أعدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مشروعا لمحاربة انتشار ما يسمى ب"الفكر الجهادي" في صفوف الشباب والذي تعتبره السلطات الأمينة السبب الأساس في تبني عدد منهم للأفكار المتطرفة والقيام بعمليات تخريبية في البلاد. وأفادت مصادر من هذه الوزارة الوصية على الحقل الديني في المغرب أن هذا المشروع يحمل عنوان "نفرة العلماء وسياسة القرب في الحقل الديني" ويتمثل أساسا في رد الاعتبار لدور العلماء في المجتمع. وأوضحت أن الوزارة ستنكب على تأطير وتأهيل حوالي 33ألف إمام موزعين على مساجد المغرب في جانب العلوم الشرعية كما في أمور أخرى متعلقة بفهم الواقع وخاصة في مجال العلوم الإنسانية، وذلك بهدف امتلاك آليات التواصل مع الناس حول همومهم وقضاياهم. وقال محمد يسف رئيس المجلس العلمي في تصريح لبعض وسائل الإعلام المحلية إن هذه المبادرة ترمي إلى إشراك العلماء والأئمة في الحياة العامة ليكونوا مواكبين لما يجري حولهم. وكانت المعارضة التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي طالبت بإعادة تأهيل العلماء المغاربة لمواجهة موجات التطرف الفكري التي اجتاحت فئات عريضة من الشباب المغربي. واعتبر الحزب المذكور أن "تغييب" العلماء عن لعب دور فعلي في الحياة العامة للمواطنين ساهم في انتشار الأفكار المتطرفة بحيث أصبح يتصدى للفتوى والتوجيه الديني كل من هب وذب ما ساعد على انتشار الأفكار البعيدة عن روح الإسلام الحقيقي والصحيح. وألقت مصادر أخرى باللائمة في انتشار الأفكار المتطرفة على بعض القنوات الفضائية التي تعمل، بحسبها، على زرع وترسيخ هذه الأفكار في عقول المتلقين. وطالبت من جهتها وزارة الأوقاف باعتماد آليات التواصل الحديث مع المواطنين وعدم الاكتفاء بالطرق التقليدية السائدة في تأطير الناس. واستجابت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى بعض هذه المطالب بحيث وضعت أجهزة تلفاز في أغلب المساجد بالمغرب وكلفت القائمين علبها بفتحها على قناة محمد السادس للقرآن الكريم التي تبث دروسا دينية للعلماء المغاربة في المساء.