سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بريطانيون يؤكدون انتفاء معوقات تدفق استثماراتهم إلى المملكة بعد تمكينهم من الحصول على تأشيرة صالحة لمدة عام 200شركة انجليزية تعمل في السعودية باستثمار يزيد على 52مليار ريال
أكد مسؤولون ومستثمرون بريطانيون انتفاء جميع المعوقات التي كانت تحد من تدفق الاستثمارات البريطانية في الأعوام الماضية، وذلك بعد صدور قرار سعودي باستحداث تأشيرة لرجال الأعمال صالحة لمدة عام في سبتمبر الماضي. وقال هؤلاء إن صعوبة استخراج تأشيرات للمستثمرين تكاد تكون المعوق الوحيد في الفترة الأخيرة الحاد من تدفق الاستثمارات البريطانية إلى المملكة والتي تزيد حالياً علي 52مليار ريال، منوهين بالإصلاحات الاقتصادية الأخيرة في السعودية. جاء ذلك في تصريحات صحفية ل"الرياض" على هامش زيارة وفد مكون من 15شركة بريطانية متخصصة في السكك الحديدية إلى العاصمة الأسبوع الماضي، هدفت منها إلى الاطلاع على مشاريع القطارات المستقبلية في المملكة وبحث سبل التحالف مع مستثمرين سعوديين للمشاركة في تنفيذ هذه المشاريع. ولفت ويليام بيتي السفير البريطاني في السعودية إلى سهولة جذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة خلال الفترة الحالية خصوصا البريطانية منها لمثالية البيئة الاستثمارية، مؤكداً في الوقت نفسه عدم وجود أي معوقات تحد من زيادة استثمار البريطانيين في السعودية مستقبلاً. وتوقع بيتي نمواً في حجم الاستثمارات البريطانية في المملكة خلال عام 2008في الوقت الذي تزيد فيه حالياً على 14مليار دولار، مشيراً إلى وجود 200شركة بريطانية تعمل في السعودية وتتركز نشاطاتها في قطاعي الخدمات المالية والصناعات النفطية. وأضاف:"بعد زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخيرة لبريطانيا بدأت الشركات الانجليزية بالاهتمام بالفرص الاستثمارية في المملكة، وتوالت البعثات الاقتصادية البريطانية إلى السعودية بعد هذه الزيارة من أجل التعرف على مشاريع المدن الاقتصادية ومشاريع التكنولوجيا والطرق". وتحدث السفير الانجليزي عن وفد شركات السكك الحديدية البريطانية الذي يزور المملكة حالياً، مبيناً أن هذا الوفد يأتي في وقت تشهد السعودية مشاريع قطارات عملاقة ومتنوعة، ما يدع الفرصة مواتية لفوز هذه الشركات بعقود لامتلاكها خبرة كبيرة في هذا المجال. وزاد:"صناعة القطارات موجودة منذ فترة طويلة في بريطانيا وتشهد تطورا مستمراً، وضمن الوفد هناك شركات متخصصة كبرى منها "ويستنغ هاوس" و"نوفل"، وتبرع هذه الشركات في الاتصالات والإشارات والشاشات والأبواب والاستشارات وجميع الجوانب المتعلقة بصناعة القطارات". وأكد بيتي توجه الشركات البريطانية لعقد شراكة مع شركات سعودية تستعد لتنفيذ مشاريع سكك حديدية في المملكة ومنها شركة بن لادن، منوهاً إلى التقاء الوفد بمسؤولين من وزارة النقل قدموا شرحاً مفصلاً عن مشاريع السكك الحديدية المستقبلية والمواصفات الخاصة لهذه المشاريع. من جهتها، وافقت شارن واردل مديرة التجارة والاستثمار بالسفارة البريطانية السفير البريطاني الرأي حيال انعدام معوقات جذب الاستثمارات البريطانية إلى المملكة خلال الفترة الأخيرة مع استحداث الحكومة السعودية تأشيرة لرجال الأعمال الأجانب. وقالت واردل:"في السابق كانت صعوبة استخراج التأشيرات للمستثمرين البريطانيين المتجهين إلى المملكة تمثل المعوق الوحيد الذي يواجه زيادة الاستثمارات البريطانية في المملكة، غير أن القرار الحكومي الصادر في الفترة الأخيرة بإصدار تأشيرة لرجال الاعمال 12شهراً صالحة لعدة زيارات أزال هذه المعوقات". وأوضحت أن حجم الصادرات البريطانية إلى المملكة يزيد عن 11، 7مليارات ريال، فيما يزيد إجمالي الاستثمارات البريطانية القائمة في المملكة على 52، 5مليارات ريال. على الصعيد نفسه، قال تيم غراي رئيس وفد شركات السكك الحديدية البريطانية الزائر إن البيئة الاستثمارية في السعودية أصبحت جاذبة ومشجعة للاستثمار الأجنبي، خصوصاً مع الإصلاحات الاقتصادية التي أنجزتها المملكة في الفترة الأخيرة. وأضاف بأن هذه الإصلاحات مكنت المملكة من احتلال مراتب متقدمة في ميزان التنافسية بين دول العالم، وجعلتها في مقدمة الدول الجاذبة للاستثمار. وتحدث غراي عن هدف زيارة الشركات البريطانية للمملكة خلال هذه الفترة، مبيناً أن الشركات البريطانية تسعى للمشاركة في جميع مراحل تنفيذ القطارات في المملكة، وبشكل خاص في التكنولوجيا التي من المنتظر أن تقدمها للشركات الفائزة بعقود بناء السكك الحديدية. وأكد خبرة الشركات البريطانية في مجال أمن وسلامة القطارات والنظم الإدارية إضافة إلى صيانة وتشغيل السكك الحديدية، لافتاً إلى لقاء الوفد مع المسؤولين في وزارة النقل والذي تم خلاله مناقشة المشاريع المعروضة للقطارات في المملكة. وأشار غراي إلى تميز عالمي للشركات الانجليزية في مجال خصخصة قطاع القطارات والذي من الممكن استفادة المملكة منه، مشيراً إلى التطور المذهل الذي شهدته صناعة السكك الحديدية في بريطانيا بعد التخصيص ومن ذلك زيادة أعداد الركاب المستفيدين من الخدمة بنسبة 40% خلال عشرة أعوام، فيما زاد نقل البضائع عبر القطارات عن 60%.