دعا الرئيس الصربي بوريس تاديتش الاربعاء مجلس الامن الدولي الى رفض اعلان استقلال احادي الجانب لاقليم كوسوفا الذي اكد رئيس حكومته ان قرارا في هذا الشأن سيصدر قريبا. وذكر تاديتش بان القرار الدولي 1244الذي اصدره مجلس الامن عام 1999"يضمن سلامة ووحدة اراضي صربيا"، دعا المجلس الى "عدم تشجيع وتبني اي عمل احادي الجانب بشأن استقلال كوسوفا". لكن رئيس وزراء الاقليم هاشم تاجي اعلن بعد ان عقد اجتماعاً مغلقاً بحضور مندوبي الدول ال 15الاعضاء في المجلس، ان الاقليم "مستعد لحل نهائي". واضاف ان القادة الالبان في كوسوفا"سيتخذون قرارا قريبا" من اجل كوسوفا مستقل "وبلد يتمتع بفرص متساوية لكل مواطنيه". ويتوقع ان يعلن القادة الالبان الانفصاليون استقلال الاقليم من جانب واحد في بداية العام الجاري بهد فشل المساعي الدولية للتوصل الى اتفاق مع بلغراد. وتعارض صربيا مدعومة بحليفتها التقليدية روسيا، بشدة استقلال اقليم كوسوفا في حين اعلنت الولاياتالمتحدة وغالبية دول الاتحاد الاوروبي دعمها له. وقال تاجي انه صافح تاديتش في بداية الاجتماع بصفتهما "رئيسي دولتين مستقلتين"، مؤكدا ان اقليم كوسوفا"سيقيم علاقات جيدة مع صربيا". من جهته، قال تاديتش "يجب ان نبذل جميع الجهود الممكنة من اجل تسوية كل حالات سوء التفاهم والنزاعات في القسم الاوروبي الذي ننتمي اليه بطريقة سلمية وفقط عن طريق الاتفاقات وليس من خلال اعمال احادية الجانب". ودعا الى بذل جهود اضافية "للتوصل الى حل مقبول من الجانبين وللتأكد (...) بموجب القرار 1224من عمل حكومة حكم ذاتي تضمن كل حقوق الالبان الكوسوفيين". واكد تاديتش ان "مثل هذا الحل ممكن وقابل للتحقيق"، ووعد بان بلغراد "لن تلجأ الى القوة والحرب". الا انه اكد انه اذا اندلع العنف في كوسوفا ولم تتمكن قوة حلف شمال الاطلسي من التحرك وحماية الاقلية الصربية "بطريقة مناسبة"، فان صربيا "مستعدة وبالاتفاق مع الهيئات الدولية المؤهلة وفي اطار احترام القانون الدولي، لمساعدة وحماية السكان المهددين". وتعارض الاقلية الصربية التي تشكل عشرة بالمئة من سكان الاقليم، بشدة استقلاله. ويدعو القرار 1244الذي ينص على ادارة الاممالمتحدة لكوسوفا، الى احترام حقوق الانسان وحماية الاقليات وحرية التحرك في الاقليم. من جهته، قال سفير الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة زلماي خليل زاد بعد الاجتماع ان مناقشات مجلس الامن "ما زالت في طريق مسدود" حول مسألة كوسوفا. واشاد بالتزام تاجي "تمثيل جميع المجموعات في كوسوفا" محذرا صربيا من العودة الى الضغوط الاقتصادية على الاقليم. كما دعا بلغراد الى عدم ترك مسألة الوضع النهائي لاقليم كوسوفا "تؤثر سلبا على العلاقات بين صربيا واوروبا والولاياتالمتحدة على المدى الطويل". ورأى ان "الحل في البلقان على الامد الطويل هو بالانضمام الى مؤسسات اوروبية اوسع وخصوصا الاتحاد الاوروبي". لكن السفير الروسي فيتالي تشوركين قال بوضوح انه في حال اختار اقليم كوسوفا الاستقلال من طرف واحد "فهو لا يمكن ان يصبح عضوا في الاممالمتحدة ومؤسسات سياسية اخرى"، ملمحا الى ان موسكو ستستخدم حق النقض (الفيتو) في هذا المجال. واعلن قادة كوسوفا الالبان انهم سيعلنون قريبا استقلال الاقليم الصربي الذي تديره الاممالمتحدة منذ نهاية نزاع 1998- 1999.وحضر المبعوث الخاص للامم المتحدة في كوسوفا يواكيم روكر مناقشات المجلس وتحدث خلالها عن نشاطات البعثة التي تضم 4618رجلا.