(رفعت "سارة" سماعة الهاتف لتتصل بصديقتها "ريم" فتخبرها بأنها أضاعت ألبوم صورها الخاصة في "احدى حدائق الرياض" مع عائلتها وتخشى والحزن يغشى على صوتها أن يقع الألبوم في يد غيرها ويطلع على صور عائلتها الخاصة). من الممكن أن يكون ذلك الخوف وزيادة الحرص على الاحتفاظ بالخصوصية لدى الفتيات والمجتمع السعودي بشكل عام قبل عشر أعوام.. أما الآن ومع ثورة تقنية المعلومات التي نعيشها من اتصالات رقمية وفضائيات وانترنت بدأ يتلاشى وينكسر حاجز الخصوصية والخوف والانغلاق لدى المجتمع. موقع إنترنت حديث برز مؤخراً ك (الفيس بوك FACE BOOK) يعتبر من الجيل الثالث لمواقع التعارف.. لتستطيع من خلاله تصميم صفحة خاصة بك "مجانا" تحوي كافة المعلومات عنك وتضع فيه صورك الخاصة ومقاطع الفيديو التي التقطتها بكاميرتك الرقمية أو هاتفك المتنقل ليشاهدها الملايين من زوار ومشتركي الموقع . لكن كالعادة اقتنص الشباب والفتيات الموقع لملء الفراغ وهدم الحواجز التي يعيشونها في مجتمعهم خلف أسماء مستعارة وأصبحوا يتسارعون في نشر تفاصيل حياتهم "الدقيقة" بالكلمات الموثقة بالصور والفيديو ومشكلين مجموعات بأسماء يغلب الطرفة عليها ولأعضاء معينين يتم قبولهم من صاحب أو رئيس المجموعة. "سارة" التي أضاعت ألبوم صورها في الحديقة قبل عشر سنوات وفي ذلك الوقت كانت تبكي وتتحسر على ضياعه أصبحت الآن تضع صورها الخاصة عبر "الفيس بوك" ليشاهدها الجميع من الجنسين ومن شتى رقاع العالم وغيرها لكثير من الفتيات السعوديات وسط قالب يغلب عليه الفكاهة والطرافة والغرابة في نفس الوقت. تقول ل "الرياض" منى ( 19عاما) لدي على موقع "الفيس بوك" صفحة خاصة اعتبرها شخصياً منزلي الآخر والذي أرتبط فيه مع الناس وأقضي فيه ساعات طويلة في البحث والتعارف والمنافسة بين المجموعات فلدي مجموعة خاصة ننشر فيها آراءنا تجاه مشكلات نعانيها نحن الفتيات وأصبحت مع زميلاتي لا نخجل من نشر صور خاصة بنا في حياتنا كصور غرفتي وحديقتي والحفلات التي نقيمها مع عائلتي ورفيقاتي والموديلات الحديثة التي اشتريها كالساعات والاكسسوارات والملابس وغيرها من المقتنيات ولا أجد الحرج في ذلك بل على العكس فإني استفيد بمعرفة آراء الناس وزميلاتي وكأننا نعيش في محيط واحد.