حملت التأكيدات المتتالية من مصادر المعلومات المختلفة انباء طيبة عن توقعات تتجاوز (300 مليار دولار) في عائدات دول مجلس التعاون الخليجي من النفط وعلى رأسها السعودية، بل تزيد هذه التأكيدات من تشديدها على ان السنة القادمة ربما تشهد عائدات شبيهة او قريبة من العائدات المتوقعة للسنة المالية طالما ظل ارتفاع اسعار النفط في حدود لا تقل عن (30 دولارا) للبرميل. الشاهد ان هذه التوقعات المنطقية والمحسوبة بعناية والنابعة من مراكز ومصادر علمية وبحثية معتمدة وجيدة تلقي بمسؤوليات كبيرة على كاهل الأنظمة والأجهزة السياسية والتنفيذية في منطقة دول الخليج العربي، ويبدو من الرشد والحكمة ان تعمل دول هذه المنطقة على تأسيس صناديق اقتصادية واستثمارية تعمل على الاستثمار في مجالات البنية التحتية وليس في مجال الخدمات الذي لا يراكم الثروات على المدى البعيد. ان السعودية التي تتأهب للدخول في منظومة الاقتصاد العالمي من اوسع ابوابه عبر بوابة منظمة التجارة العالمية شهدت في الفترة الأخيرة عودة مئات الملايين من الدولارات والرساميل المهاجرة على خلفية اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر والمقدرة بنحو الف بليون دولار هاهي الآن تشهد فوائض مالية وعائدات كبيرة بفضل ارتفاع اسعار النفط تبدو مقبلة على استعادة ايام الطفرة التي خلت منذ سنوات، ونتفق في هذا الجانب مع رأي عدد كبير من الخبراء الذين يرون ان المملكة يجب ان تستثمر قسطا كبيرا من عائداتها المتوقعة وأموالها العائدة في مشاريع للبني التحتية تؤمن توظيف امثل للاستثمارات وتوفر وظائف عديدة للشباب الذين تزداد معاناتهم من البطالة. وتبدو الخطوة الحكيمة التي اعلنت عنها القيادة الرشيدة في المملكة والمتمثلة في الإعلان عن نية المملكة تسديد قسما من ديونها العامة بهدف تخفيف الضغط على الميزانية العامة خطوة موفقة جدا وتلمس نسب نمو حقيقة في قطاعات الإنتاج المحلي المختلفة والمتوقع لها ارتفاع لا يقل عن ستة بالمائة من اجمالي الناتج المحلي. ولا يشك أي متابع او مراقب في ان هذه العائدات الكبيرة المتوقعة ستحدث انتعاشة كبيرة في قطاعات حيوية تعد الآن عدتها لمسألة الانضمام لمنظمة التجارة العالمية منها قطاعات البناء والبنوك والتجارة. والسؤال هل نحن على اعتاب مرحلة جديدة في مجال توظيف العائدات والاستثمارات؟! تبدو الإجابة بنعم هي الأقرب للصواب على الأقل لأننا في المملكة ربما نكون قد استفدنا من تراخ ضخم في التعاطي والتعامل مع حالة تضاعف العائدات النفطية وربما نكون الآن اكثر احتياجا لقليل من الصبر والفرح وكثير من الشفافية والتخطيط والتركيز العميق. ٭ عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم.