بينما كانت الأوساط الرياضية تستجمع شتات ذهنها لاستيعاب فوز اليونان المفاجئ ببطولة الأمم الأوروبية في يونيو (حزيران) الماضي كان أحد الأندية المغمورة في كولومبيا يهز قارة أمريكا الجنوبية بعنف ليعيد رسم خريطة كرة القدم فيها. فقد نجح وانس كالداس وهو فريق إقليمي صغير من منطقة جبال الانديز بكولومبيا في الفوز بكأس ليبرتادوريس وهو ما يؤهله لمواجهة بورتو البرتغالي بطل أوروبا في المباراة التي تجمع بين بطل أمريكا الجنوبية وبطل أوروبا على كأس العالم للاندية في نسختها الأخيرة غداً الأحد. وبعد نجاحه في اقصاء اثنين من أندية البرازيل الكبيرة هما سانتوس وساو باولو في دور الثمانية ثم المربع الذهبي في كأس ليبرتادوريس استطاع كالداس أن يواصل مفاجآته بالفوز على بوكا جونيورز الأرجنتيني حامل اللقب بركلات الترجيح ليفوز بالبطولة ويقلب خريطة كرة القدم في أمريكا الجنوبية رأساً على عقب. وأحدث فوز كالداس بالبطولة ضجة تعادل ما يمكن أن يحدث إذا فاز فريق من بلدة صغيرة في شرق أوروبا على يوفنتوس الايطالي وريال مدريد الاسباني والارسنال الانجليزي لينتزع دوري الأبطال الأوروبي. تأسس كالداس عام 1959 بعد اندماج ناديي ديبورتيس كالداس ووانس ديبورتيفو وجاء فوزه بكأس ليبرتادوريس في ثالث مشاركة له بالبطولة بعد فوزه بأول بطولة للدوري في كولومبيا العام الماضي. وكانت كولومبيا فازت بكأس ليبرتادوريس مرة واحدة فقط عام 1998 مع فريق اتليتكو ناسونال. ويعكس فوز كالداس حقيقة أنه بينما تتركز القوة في كرة القدم الأوروبية في أيدي قلة من أندية الصفوة فإن الكرة في أمريكا الجنوبية تسير في اتجاه معاكس. فلقد نقلت العديد من دول أمريكا الجنوبية كرة القدم إلى الأقاليم خلال العقد الماضي وتظهر حالياً كرة القدم الكولومبية على وجه الخصوص قوة مؤثرة بدرجة كبيرة. نجحت كولومبيا على مدى العامين الماضيين في الوصول بفريقين إلى الدور قبل النهائي لكأس ليبرتادوريس بينما اقتسمت فرق من أربع مدن مختلفة بطولات الدوري الخمس الماضية. وهذه الأندية هي كالداس وميدلين وأمريكا وتوليما. وفيما مضى كانت الفرق الكولومبية تعطي انطباعاً بأنها أفضل مما هى عليه في حقيقة الأمر حيث كانت تتناقل الكرة في الملعب بطريقة رائعة ولكنها تفشل في تحقيق البطولات. لكن لويس فرناندو مونتويا المدير الفني لفريق كالداس الذي تولى مهامه منذ نحو عامين ذهب في اتجاه معاكس. وركز المدرب (47 عاماً) جهده على إعداد فريق يضع نصبه عينيه هز الشباك لا التمريرات التي تنتزع آهات الإعجاب من الجماهير.