شهدت دورة الخليج ال 17 لكرة القدم مستويات مميزة جعلتها من أفضل البطولات الخليجية على الإطلاق نظراً للمستوى الفني الكبير الذي قدمته معظم الفرق المشاركة. ولغة الأرقام تعتبر دليلاً صادقاً على انها الأفضل حتى الآن الأول مقارنة بالدورات السابقة فقد حفلت تلك البطولة بتسجيل الفرق لعدد كبير من الأهداف حيث وصل عدد الأهداف المسجلة حتى الآن 44 هدفاً إضافة إلى تقديم الفرق المشاركة لمستويات فنية راقية. وساعد نظام المجموعتين في إضفاء الكثير من الإثارة على مباريات الدور الأول وأعطى الفرق الحافز على الفوز لدرجة أن جميع مباريات الدور الأول لم تشهد أي تعادل سلبي حيث شهدت جميع المباريات أهدافاً وكذلك مباراتا الدور نصف النهائي. ولعل أبرز تلك التعادلات التي شهدتها مباريات الجولة الأولى ذلك التعادل المثير بين قطر والعراق 3/3 وقبلها التعادل في مباراة الافتتاح بين قطر والإمارات 2/2 وكان آخر تعادل في الدور الأول تعادل العراق مع الإمارات 1/1 في الجولة الثالثة. ويعد مجموع أهداف المرحلة الأولى التي بلغت 37 هدفاً علامة مميزة تدل على المستوى الفني الممتاز الذي ظهرت به المنتخبات المشاركة فشهدت نسبة أهداف عالية منها 13 هدفاً في الجولة الأولى و13 هدفاً أخرى في الجولة الثانية فيما شهدت الجولة الثالثة 11 هدفاً منها 6 أهداف سجلتها المجموعة الثانية مقابل 5 أهداف للمجموعة الأولى وشهدت مباراتا نصف النهائي تسجيل سبعة أهداف. ويتصدر لاعب المنتخب العماني عماد الحوسني قائمة هدافين البطولة برصيد 4 أهداف ويليه في القائمة لاعب المنتخب القطري وليد جاسم بثلاثة أهداف. وشهد الدور الأول من البطولة خمسة حالات طرد وكانت من نصيب اللاعب السعودي محمد نور (مرتين) وخالد الشمري ونواف المطيري من منتخب الكويت وللاعب منتخب عمان أحمد مبارك. واحتسب الحكام في الدور الأول ونصف النهائي (7) ركلات جزاء سجل منها خمس بواسطة وليد جاسم لقطر وسبيت خاطر للإمارات وإبراهيم سويد للسعودية وقصي منير للعراق وضاعت اثنتان منها عن طريق محمد الشلهوب من السعودية ووسام رزق من قطر وفي نصف النهائي احتسبت ركلة جزاء لقطر سجلها ناصر كميل. ومن الأمور اللافته للنظر البطولة أن معظم المباريات قلبت نتائجها بعد أن كانت الفرق المنافسة لها متقدمه عليها بالنتيجة فالمنتخب القطري كان خاسراً أمام الإمارات ثم تعادل والعراق كان مهزوماً من قطر وتعادل وعمان كانت مهزومة من الإمارات بهدف وفازت 2/1 والكويت كانت متخلفة بهدف أمام السعودية ثم فازت 2/1 والبحرين تعادلت مع الكويت بعد أن كانت متأخرة بهدف واليمن تعادلت مع البحرين بعد أن كانت مهزومة 0/1. أما العامل المشترك الأبرز فإن كل المتأهلين لدور الأربعة صعدوا بفارق النقاط ولم يتدخل فارق الأهداف لفك الاشتباك بين أي فريقين. فالمنتخب العماني تصدر المجموعة الأولى بستة نقاط وجاءت قطر ثانياً بخمس نقاط فيما تصدرت الكويت المجموعة الثانية بسبعة نقاط وحلت البحرين ثانياً بخمس نقاط. وشهدت البطولة أيضاً تسجيل عدد من الفرق أهدافاً حاسمة لها في الوقت الضائع حيث كان لهذه الأهداف حضورها المثير في معظم مباريات الدور الأول وكانت صاحبة الفضل في تغيير نتائج المباريات وتحويل أفراح فرق إلى أحزان والعكس. فمثلاً هدف فوز منتخب الكويت الثاني على نظيره السعودي جاء في الدقيقة90 والعراق انتزع تعادلاً صعباً مع قطر في الدقيقة 92. وكانت مباراة قطر مع الإمارات الأبرز في هذا الموضوع عندما سجلت الإمارات هدفها الثاني في الدقيقة 84 ومع ذلك نجحت قطر في تسجيل هدفها الأول في الدقيقة 90 وأدركت التعادل في الدقيقة 94 أي الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع. ولا شك أن تأهل منتخبي عمان وقطر جاء بكل جدارة واستحقاق بعد أن قدما مستويات متميزة خاصة المنتخب العماني الذي لفت الأنظار بأدائه الممتع وسيكون لقاؤهما في الدور النهائي مناسبة لمشاهدة مباراة ممتعة وقوية. عماد الحوسني قاد عمان للنهائي