أثناء انعقاد المؤتمر الخامس للتطوع في جمعية متطوعي الإمارات تحت عنوان التطوع والتنمية الأحد الماضي تم توقيع مذكرة تفاهم بين الجمعية العربية للتنمية البشرية والإدارية والاجتماعية (جمهورية مصر العربية) وجمعية متطوعي الإمارات (دولة الإمارات العربية المتحدة - الشارقة) بحضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة. الذي قام بهذه المناسبة بتخصيص قطعة أرض يكون ريعها للعمل التطوعي. وأكد حميد محمد القطامي رئيس مجلس إدارة جمعية متطوعي الإمارات على ضرورة تشجيع المبادرات الفردية للتطوع، وضرورة إدخال مفهوم التطوع في المناهج الدراسية. وأشار إلى أن ثقافة التطوع لا تبنى في يوم وليلة وأن هناك علاقة بين تطور الدول وكمية العمل التطوعي فيها. كما أشار الدكتور علي بن عبد الله الكعبي وزير العمل والشؤون الاجتماعية إلى دور كل من الأسرة والمدرسة والجامعة والإعلام في إنتاج ثقافة التطوع. بينما قالت السفيرة نانسي باكير الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية إن العمل التطوعي العربي لا يزال يعاني من مشكلات بسبب التحديات الكبرى على الساحة والمرتبطة بقضايا التقدم الاجتماعي المعنية بخفض نسبة الفقر، وتوثيق الشراكة بين العمل التطوعي والمؤسسات الرسمية، وخفض نسبة وفيات الأطفال، وتمكين المرأة، ومكافحة الأمراض. وقال الدكتور محمود جمال محمد من كلية الاتصال في جامعة الشارقة أن الإعلام سلاح ذو حدين قد يستخدم للبناء كما قد يستخدم للهدم وهذا يعتمد على المستخدم. وأضاف أن المؤشرات العلمية تقول إن الإعلام لا يقوم بتغيير الأفراد وإنما يرسخ مفاهيم موجودة أصلاً. فقد يشجع الاستهلاك، وقد يخدر المشاعر، أو يتسبب بالغزو الثقافي، أو يشجع النزعة الأنانية والفردية التي تفيد بأن كل عمل لا بد وأن يكون من ورائه مردود مادي بحيث تسيطر القيم المادية على الأفراد. وحذر من أن العمل التطوعي يواجه تحدياً كبيراً حيث يتهم بأنه غطاء للإرهاب، والفساد وبهذا يصبح العمل التطوعي مشلولاً في العالم العربي كانعكاس للواقع السياسي. كما قد يكون هناك حواجز للصمت على بعض القضايا. وحذر من أن المثقف العربي ليس هو من يقوم بجدولة الاهتمامات الإعلامية اليومية وأن دوره ضعيف في الأجندة الإعلامية. وقال محمد رافع البشتاوي معد ومقدم برامج في تلفزيون الشارقة إن العمل التطوعي بمنزلة فرض عين على كل مسلم إذا كان هناك خطر مباشر على المجتمع، وفرض كفاية إذا كان الخطر غير واقع وإنما مشكوك فيه. الدكتورة سوسن عثمان أستاذ ورئيسة قسم تنظيم المجتمع بالمعهد العالي بالقاهرة من جمهورية مصر العربية تحدثت عن العمل التطوعي ودوره في التنمية الاجتماعية وقالت إن تقرير التنمية البشرية يفيد بأن أمريكا فيها أعلى نسبة عمل تطوعي في العالم، وأضافت لا أشجع الاعتماد الكلي على المناهج في تدريس التوجه التطوعي لأننا نعاني من آفة الحفظ، لكنني أؤيد العمل. كما أشارت إلى رفضها لفكرة التطوع مقابل مردود مادي وقالت أعتبر هؤلاء مرتزقة العمل الاجتماعي، وأشارت إلى أن نفقات التنقل ، أو تقديم وجبة للمتطوع لا تعتبر أجراً. وحذرت من انتشار الجمعيات العملاقة الدولية التي لها فروع في الوطن العربي وأبدت مخاوفها من خطر التغريب وأكدت أن مشاريعنا التطوعية يجب أن تنبع من احتياجات مجتمعاتنا نحن. وقامت بتفسير مفاهيم متعلقة بالعمل التطوعي حيث قالت أن العطاء مادي بينما التطوع هو جهد غير مادي قد يكون بالفكر وقد يكون بالجهد. وأشارت إلى أن هناك سمات شخصية مرتبطة بشخص المتطوع وهذا يعني أن ليس جميع الناس بالضرورة قادرين على القيام بالنشاط التطوعي. وأشارت إلى دوافع التطوع الدينية حيث تشير الإحصائيات إلى أن ثلث الخدمات الطبية في مصر قائمة على التطوع. أما تفعيل العمل التطوعي في المجال الإنساني فقد تحدث عنه الدكتور رضوان الدبسي الأستاذ الجامعي وأمين تحرير مجلة العربية وشاركه البحث الدكتور يوسف شراب موجه الخدمة الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم في دبي. وقد تساءل الدكتور الدبسي عن واجبات الإعلام العربي في الترويج للعمل التطوعي.